2012-09-29 14:36:34

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


في ذلِكَ الزَّمان: قالَ يوحَنَّا لِيسُوع: "يا مُعَلِّم، رَأَينا رجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ بِاسمِكَ، فأَرَدْنا أَن نَمنَعَه لأَنَّه لا يَتبَعُنا". فقالَ يسوع: "لا تَمنَعوه، فما مِن أَحدٍ يُجْرِي مُعْجِزَةً بِاسْمي يَستَطيعُ بَعدَها أَن يُسيءَ القَوْلَ فيَّ. ومَن لم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا. ومَن سقاكُم كَأسَ ماءٍ على أَنَّكم لِلمَسيح، فالحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّ أَجرَه لَن يَضيع". ومَن كانَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِهؤلاءِ الصِّغارِ المؤمِنين، فأَولى بِه أَن تُعَلَّقَ الرَّحَى في عُنُقِه ويُلقى في البَحْر. فإِذا كانَت يدُكَ سَبَبَ عَثرَةٍ لَكَ فاقطَعْها، فَلأَن تَدخُلَ الحَياةَ وأَنت أَقطَعُ اليد خَيرٌ لَكَ مِن أَن تكونَ لَكَ يَدانِ وتَذهَبَ إِلى جَهَنَّم، إِلى نارٍ لا تُطفَأ. وإِذا كانَت رِجْلُكَ سَبَبَ عَثرَةٍ لَكَ فاقطَعْها، فَلَأَن تَدخُلَ الحيَاةَ وأَنتَ أَقطَعُ الرِّجل خَيرٌ لَكَ مِن أَن تكونَ لَكَ رِجْلانِ وتُلْقى في جَهَنَّم. وإِذا كانَت عَينُكَ سَبَبَ عَثرَةٍ لَكَ، فَاقلَعْها؛ فَلأَن تَدخُلَ مَلَكوتَ اللهِ وأَنتَ أَعوَر، خَيرٌ لَكَ مِن أَن تكونَ لَكَ عَينان، وتُلْقى في جَهَنَّم، حَيثُ لا يَموتُ دُودُهم ولا تُطفَأُ النَّار". (مرقس 9، 38- 43. 45. 47- 48)

 

للتـأمل

فقالَ يسوع: "لا تَمنَعوه، فما مِن أَحدٍ يُجْرِي مُعْجِزَةً بِاسْمي يَستَطيعُ بَعدَها أَن يُسيءَ القَوْلَ فيَّ. ومَن لم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا.

يدعونا يسوع في إنجيل اليوم لننفتح على محبته لأن محبة يسوع تجعلنا ننفتح على الآخر ونحبّه، فهي تلغي كل كراهية وتجعلنا نبتعد عن كل تمييز وتعصب...

قالَ يوحَنَّا لِيسُوع: "يا مُعَلِّم، رَأَينا رجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ بِاسمِكَ، فأَرَدْنا أَن نَمنَعَه لأَنَّه لا يَتبَعُنا"... كثيرا ما نعتمد شعار " لأَنَّه لا يَتبَعُنا" ونبدأ بتصنيف الأشخاص بحسب منطقنا البشري، ويصبح الآخر شرا للإبادة، ليس سهلا أن نرى في الآخر شخصا للاحترام والمحبة، شخصا قادرا على عمل الخير... وإنما علينا أن نفعل ذلك، إن كنا نرغب في إتباع يسوع والتتلمذ له، أليس هو من قال لنا: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ". إن أراق مُخلّصنا دمه على الصليب، فذلك ليصالح الناس أجمعين مع الله ويجمعهم في جسدٍ واحد حتّى لو كانوا من أعراق وأمم مختلفة. وحبّ الكنيسة لا يتطلّب منّا فقط أن نكون أعضاء بعضنا لبعض (رو12: 5)، متحلّين بالاهتمام المشترك، "فإِذا تَأَلَّمَ عُضوٌ تَأَلَّمَت مَعَه سائِرُ الأَعضاء، وإِذا أُكرِمَ عُضوٌ سُرَّت معَه سائِرُ الأَعضاء" (1قور12: 26)؛ بل يتطلّب منّا أن نتعرّف أيضًا بإخوة لنا في المسيح بحسب الجسد بين أناس لم يتّحدوا معنا في جسد الكنيسة وهم مدعوّون مثلنا إلى الخلاص الأبدي نفسه.

لا شكّ في أن هناك، ويا للأسف، ما يكفي اليوم من الناس الذين يتباهون بالعنف والكراهية والغيرة كوسيلة لرفع كرامة الإنسان وقوّته والتغنّي بهما. أمّا نحن الذين ندرك بألمٍ تلك الثمار المرّة لهذه التعاليم، فإنّنا نتبع ملك السلام الذي لم يعلّمنا أن نحبّ مَن هُم مِن غير أمّتنا أو أصلنا فحسب، بل أن نحبّ أعداءنا أيضًا. فلنحتفل مع القدّيس بولس، رسول الأمم "بطول وعرض وارتفاع وعمق محبّة المسيح" (أف3: 18)، تلك المحبّة التي لا يقوى عليها تنوّع الشعوب والتقاليد، ولا تقدر عمق المحيطات على خفضها.








All the contents on this site are copyrighted ©.