2012-09-22 14:01:38

خطاب البابا إلى المشاركين في أعمال اللجنة التنفيذية للحركة الديمقراطية ـ المسيحية الدولية


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر هذا السبت في القصر الرسولي الصيفي بكاستل غندولفو المشاركين في أعمال اللجنة التنفيذية للحركة الديمقراطية ـ المسيحية الدولية. وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره الكبير للقائهم، خاصا بالذكر رئيس مجلس النواب الإيطالي السابق بيرفرديناندو كازيني. تطرق البابا في كلمته إلى الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها العالم اليوم، لافتا إلى أن كل مؤمن مسيحي مدعو إلى تحمل مسؤولياته بثقة ورجاء، وأكد الأب الأقدس أن التعامل مع هذا الوضع يتطلب الانطلاق من قواعد خلقية راسخة والبحث عن الخير العام، لا الارتكاز إلى منطق السوق. وحذر البابا من مغبة البحث عن حلول متسرعة وسطحية لا تتلاءم مع تطلعات الشخص البشري العميقة. وقال إن الوضع يدفعنا على التفكير بما قاله القديس بولس الرسول في رسالته إلى التلميذ تيموتاوس "فسَيَأتي وَقتٌ لا يَحتَمِلُ فيه النَّاسُ التَّعليمَ السَّليم، بل يُكدِّسونَ المُعلِّمينَ لأَنفُسِهِم وَفْقَ شَهَواتِهم لِما فيهِم مِن حِكَّةٍ في آذانِهم فيُحوِّلونَ سَمعَهم عنِ الحَقّ وعلى الخُرافاتِ يُقبِلون" (2 تيموتاوس 4، 3). وعاد البابا ليشدد على أهمية احترام الحياة البشرية بجميع مراحلها، أي منذ تكوينها في رحم الأم وحتى موتها الطبيعي ما يعني نبذ الإجهاض والموت الرحيم. ثم لفت إلى ضرورة احترام قيمة الزواج كرباط بين رجل وامرأة، يؤسس لحياة عائلية "ترتكز إلى الزواج وتكون منفتحة على الحياة". وذكّر بندكتس السادس عشر بأن سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني شاء أن يضيف على حقوق الإنسان الأساسية "الحق في العيش ضمن عائلة موحدة، وفي بيئة خلقية مؤاتية لنمو شخصية الإنسان". وأشار البابا راتزنغر إلى أن النمو الأصيل للمجتمع البشري لا يسعه ألا يأخذ في عين الاعتبار السياسات الرامية إلى حماية وتعزيز الزواج والعائلة، وهي مسؤولية لا تقع على عاتق الدول وحسب إنما على المجتمع الدولي بأسره. وشدد على أن الدفاع عن كرامة الكائن البشري مهمة بالغة الأهمية وهي بالدرجة الأولى مسؤولية الأشخاص المدعوين إلى الاعتناء بالشأن العام. وقال: إن هؤلاء الأشخاص وإذا كان يحركهم الإيمان يصبحون قادرين على زرع حب الحياة والرجاء في قلوب أجيال الغد. في ختام كلمته شجع البابا ضيوفه على متابعة التزاماتهم الشخصية والرسمية بحماسة وشجاعة، وأكد أنه يرافقهم بواسطة الصلاة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.