2012-09-20 14:16:08

كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى الأساقفة المشاركين في مؤتمر ينظمه مجمع الأساقفة


التقى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الثانية عشرة ظهرا في قاعة السويسريين بالقصر الرسولي بالفاتيكان الأساقفة المشاركين في مؤتمر ينظمه مجمع الأساقفة، يتقدمهم الكاردينال مارك أوليه عميد هذا المجمع والكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية. وجه الحبر الأعظم للحاضرين كلمة أشار في مستهلها إلى أن هذه المبادرة تُنظم عشية بدء الاحتفال بسنة الإيمان تزامنا مع الذكرى السنوية الخمسين لافتتاح أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ومع انعقاد الجمعية العامة الثالثة عشرة لسينودوس الأساقفة حول موضوع "الكرازة الجديدة بالإنجيل من أجل نقل الإيمان المسيحي". تابع قداسة البابا يقول إن هذين الحدثين يهدفان إلى ترسيخ الإيمان. ذكّر الأب الأقدس الأساقفة الذين نالوا السيامة الأسقفية حديثا بأنهم مدعوون إلى الدفاع عن وحدة الإيمان بيسوع المسيح، لافتا أيضا إلى ضرورة أن يتعاون هؤلاء بشكل وثيق مع خليفة بطرس كيما تبلغ بشرى الإنجيل جميع البشر. هذا وسطر البابا ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالالتزام الكنسي لصالح الكرازة الجديدة بالإنجيل لإعادة اكتشاف فرح الإيمان، وحماسة نقله للآخرين. وأكد أن هذه المسؤولية ملقاة على عاتق شعب الله كله المدعو إلى نشر رسالة الإنجيل بتوجه من رعاة الكنيسة، لافتا إلى أن الكرازة الجديدة بالإنجيل انطلقت من أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، التي افتُتحت في العام 1962، وهذا ما شدد عليه البابا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرون الذي وصف هذا الحدث المميز بالعنصرة الجديدة. تابع البابا مؤكدا أن هذا الإرث الهام ألقي أيضا على عاتق الأساقفة اليوم، وحث أخوته في الأسقفية على العمل بلا كلل من أجل تنشئة الأشخاص على الإيمان، وذكّر بكلمات خادم الله البابا بولس السادس الذي سطر ضرورة إعلان الإنجيل لا بطريقة سطحية إنما بشكل حيوي وعميق يلامس ثقافة الإنسان. وأكد بندكتس السادس عشر أن الإيمان يتطلب شهودا ذي مصداقية يضعون ثقتهم بالرب، ليكونوا علامة حية لحضور المسيح القائم من الموت. وذكّر الحبر الأعظم الأساقفة الحاضرين بأن على الأسقف أن يكون أولا شاهدا للإيمان، إذ لا يسعه أن يخدم البشر إن لم يكن خادما لله. وحث الأساقفة أيضا على أن يكونوا قريبين من الكهنة ويحتضنوهم بعطف أبوي وعلى أن يقفوا دوما إلى جانب كل شخص متألم ومحتاج، وكل من فقدوا معنى الحياة. وذكّر في ختام كلمته بما كتبه القديس بولس الرسول في رسالته إلى تيموتاوس: "... اطلُبِ البِرَّ والإِيمانَ والمَحبَّةَ والسَّلام ... إِنَّ عَبْدَ الرَّبِّ يَجِبُ علَيه أَن لا يَكونَ مُشاجِرًا، بل لَطيفًا بِجَميعِ النَّاس، أهْلاً لِلتَّعْليم، صَبورًا، وَديعًا في تَأديبِ المُخالِفين".

 








All the contents on this site are copyrighted ©.