2012-09-17 13:52:45

أقوال بعض الصحف الصادرة صباح اليوم غداة نهاية زيارة قداسة البابا للبنان


نشرت صحيفة السفير العنوان التالي: "هموم مسيحيي الشرق تجتمع في قداس حاشد بمشاركة مئات الآلاف. البابا «يوصي» اللبنانيين: أنبذوا الفتنة وعزِّزوا الشراكة". كتبت الصحيفة: عاد البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الفاتيكان، ولكن الكثير منه بقي في لبنان والمنطقة. بقيت أصداء كلماته ووصاياه، وظلال يده المرفوعة لمباركة «جمهوره» الواسع. عاد البابا إلى «عالمه»، لكن الأكيد أن معظم اللبنانيين كانوا يتمنون لو أن إقامته في ربوع بلدهم طالت أكثر، حتى يستظلوا أطول وقت ممكن بفيء عباءته وإرشاداته.

صحيح أن زمن المعجزات قد ولّى، وأن البابا لم يحمل في يده عصا سحرية تصنع العجائب، إلا أن الصحيح أيضا أنه استطاع بهذه الخلطة السحرية، من البساطة والبلاغة، أن يجمع ـ ولو إلى حين ـ أولئك الذين تفرّقوا طويلا، وان يهدي النفوس القلقة على الحاضر والمستقبل سلاما داخليا هجرها منذ زمن بعيد. لقد أعاد البابا الاعتبار إلى مفردات، كانت قد وُضعت في الإقامة الجبرية في لبنان والشرق، تحت وطأة الصراع المحتدم، فخرجت مجددا إلى النور، ورافقت «الحبر الأعظم» في إطلالاته على كل المنابر التي أطل منها، الأمر الذي أتاح أمام كل من استمع إليها، فرصة الخروج من تحت ركام اللغة الطائفية المذهبية، والإنصات إلى خطاب مغاير، يحض على الوحدة والسلام والمحبة والمصالحة والتوازن، ونبذ العنف والأصولية، واحترام الآخر وحقوق الإنسان والتمسك بالأرض ورفض الهجرة.

صحيفة النهار نشرت العنوان التالي: البابا للبنانيين: أرفضوا التفرقة واختاروا التعددية. ودع البابا بينيديكتوس السادس عشر اللبنانيين في المطار مساء أمس، مختتما زيارة رسمية وراعوية امتدت ثلاثة أيام التقى فيها المسؤولين السياسيين والروحيين من مختلف المذاهب والأديان، ووقع الإرشاد الرسولي الخاص بسينودس الشرق الأوسط، مؤكدا ضرورة المحافظة على "التوازن اللبناني الشهير كنموذج لسكان المنطقة والعالم". وإذ دعا إلى بناء السلام بين الشعوب، أشاد بمشاركة المسلمين بالترحيب به، قائلا: "العالم العربي والعالم برمته قد شاهدا في هذه الأوقات المضطربة مسيحيين ومسلمين مجتمعين للاحتفال بالسلام". أيام السلام الثلاثة التي عاشها لبنان مع البابا، يبدو أنها لن تدوم طويلا ـ تابعت النهار ـ إذ أطل الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء أمس ليدعو إلى سلسلة تظاهرات تنطلق اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت وتتنقل بين النبطية وبنت جبيل والهرمل ومدن أخرى، احتجاجا على الفيلم المسيء إلى الرسول. ودعا جامعة الدول العربية إلى التحرك لاتخاذ موقف، وكذلك الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة.

صحيفة الأخبار كتبت أن البابا بنديكتوس السادس عشر توج زيارته للبنان بقداس احتفالي عند واجهة بيروت البحرية، في حضور حشود كثيفة قدّرها الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي بأكثر من 350 ألف شخص. وشاركت في القداس وفود من سوريا والأردن والعراق ومصر. وقبل القداس، قدم البابا كأساً ذهبية الى البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي ألقى كلمة أكد فيها أن السلام هو مهمة المسيحيين. وقال: «لقد أدخلنا السينودس في ربيع روحي تحضيراً للربيع العربي الذي نتمناه ونصلي من أجل أن تنتهي المرحلة الدامية». تابعت صحيفة الأخبار: لم تغب الأزمة السورية عن اهتمام البابا الذي قال في كلمة مقتضبة قبل صلاة التبشير الملائكي، «نتضرع للسيدة العذراء لتساعد كل شعوب المنطقة خصوصاً الشعب السوري». ودعا المجتمع الدولي والدول العربية إلى اقتراح الحلول التي تحترم حقوق الإنسان. ومساءً غادر البابا بيروت عائداً إلى روما. وكان اليوم الثاني من الزيارة شهد لقاءً سياسياً وروحياً حاشداً مع البابا في قصر بعبدا، حضره الرؤساء الثلاثة ورؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية والوزراء والنواب ورؤساء الأحزاب، أبرزهم النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اللذان تخطّيا الهواجس الأمنية. كذلك حضر وفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد.

صحيفة المستقبل نشرت من جهتها هذا العنوان: "البابا مودّعاً: الصلاة للبنان ليحيا بسلام" وكتبت: بعد ثلاثة أيام كرّست الإيمان بلبنان وبدور وطن الرسالة في زمن الربيع العربي الذي أكده الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر في زيارته التاريخية إلى منطقة تشهد تحوّلات تاريخية، اختتم البابا زيارته، مودّعاً بالقول: أصلّي للبنان لكي يحيا بسلام ويقاوم كل ما يقوض هذا السلام". ومع لفتة الوداع، ثمّة إجماع لبناني، أهلي وسياسي على تاريخية زيارة الحبر الأعظم بكل المقاييس. تاريخية بحجم الزائر، رسول السلام الذي أكد أن "خدمة العدل والسلام، في عالم لا يتوقف فيه العنف من بسط ظل الموت والدمار، هي حاجة ملحّة للالتزام من أجل مجتمع أخوي ولبناء الشركة". وتاريخية ببلد الزيارة، بلد العيش الواحد المزنّر بالمخاطر، السباق الى التبشير بربيع عربي مستمر. وتاريخية بإرشاد رسولي يشكّل مدخلاً ليبقى لبنان وطن الرسالة، نوّه فيه بالمسلم قبل المسيحي. وتاريخية بالاستقبال الرسمي والشعبي والسياسي وبالمواكبة الرسمية والشعبية والسياسية للزيارة في محطاتها كافة، وبوضع الإصبع البابوية في قداس الـ350 ألف لبناني وعربي وأجنبي عند واجهة العاصمة بيروت البحرية على جراح نازفة في منطقة تشهد تحوّلات تاريخية. وعلى جرح سوريا المؤلم الذي يستدعي، وفق البابا، وقف تدفق السلاح الى البلد الجريح، ليختتم بنديكتوس السادس عشر عظته في بيروت بالصلاة "من أجل شعوب المنطقة وبخاصة الشعب السوري"، وبدعوته "المجتمع الدولي والدول العربية إلى اقتراح الحلول التي تحترم حقوق الإنسان.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.