2012-09-14 15:18:17

المؤتمر الصحفي لقداسة البابا بندكتس السادس عشر على متن الطائرة التي أقلته إلى لبنان


على متن الطائرة البابوية التي أقلته إلى بيروت صباح اليوم الجمعة أجاب قداسة البابا بندكتس السادس عشر على أسئلة طرحها عليه بعض الصحفيين ضمن الوفد المرافق. قال البابا إن الهدف من هذه الزيارة يكمن في الدعوة إلى الحوار ومواجهة العنف بالسلام، والبحث معا عن حلول للمشاكل. وشكر البابا الله لأنه أتاح له فرصة زيارة لبنان الذي وصفه البابا الرحل يوحنا بولس الثاني برسالة لقاء الديانات الثلاث في المنطقة. تابع الحبر الأعظم حديثه للصحفيين يقول: إن التطرف ليس إلا تزويرا للدين، ولمعنى الدين الذي يدعو إلى نشر سلام الله في العالم، ولفت إلى أن الكنيسة والديانات مدعوة إلى إنارة الضمائر، ليرى كل واحد صورة واضحة عن الله. وأكد البابا أن كل شخص مخلوق على صورة الله ومن هذا المنطلق لا بد أن نحترم بعضنا بشكل متبادل. والرسالة الأساسية للدين يجب أن تكون ضد العنف. في رد على سؤال حول التحولات التي تشهدها المنطقة قال البابا إن الربيع العربي بحد ذاته شيء إيجابي: إنه تعبير عن رغبة بمزيد من الديمقراطية والحرية والتعاون وتجدد الهوية العربية. إن صرخة الحرية هذه ـ قال البابا ـ أطلقتها شبيبة ترغب في مزيد من المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية. وهذا أمر إيجابي جدا. بعدها لفت الحبر الأعظم إلى أن التاريخ يعلمنا أن الثورات تحمل الإنسان غالبا على نسيان بعد في غاية الأهمية، ألا وهو التسامح تجاه الآخر. وهذا خطر موجود أيضا في هذه الحالة. علينا أن نبذل ما في وسعنا كي يسير مفهوم الحرية، والرغبة في الحرية في الاتجاه الصحيح دون أن ننسى التسامح والمصالحة. والربيع العربي ـ مضى قداسة البابا إلى القول ـ  يتطلب تجدد التاريخ، مذكرا بأن المسلمين والمسيحيين بنوا هذه الأراضي ولا يسعهم إلا أن يعيشوا فيها معا. وفي رد على سؤال حول الوضع الراهن في سورية ونزوح المسيحيين قال الحبر الأعظم: يجب أن نقول إن المسيحيين والمسلمين ينزحون من سورية على حد سواء، مسطرا ضرورة العمل من أجل مساعدة المسيحيين على البقاء في تلك الأرض، وأكد أن المساعدة الأساسية تكمن في وضع حد للحرب والعنف اللذين يحملان المسيحيين على الهروب. ومن هذا المنطلق ـ تابع البابا ـ لا بد أن ننشر رسالة السلام والتأكيد على أن العنف لا يحل المشاكل. وهذه مسؤولية تقع أيضا على عاتق الصحفيين. وأضاف الأب الأقدس: ينبغي أن يوضع حد لاستيراد السلاح: بدون سلاح لا يمكن للحرب أن تستمر. وعوضا عن إرسال السلاح يجب أن نرسل الأفكار والسلام بغية قبول الآخرين في تنوعهم، وإظهار احترام الأديان لبعضها البعض، واحترام الإنسان كخليقة الله، ومحبة القريب كعنصر أساسي في جميع الديانات. وفي الختام شدد قداسة البابا بندكتس السادس عشر على ضرورة التأثير على الرأي العام، ودعوة السياسيين إلى الالتزام فعلا في العمل من أجل السلام وضد العنف. وأضاف: إن تنظيم مبادرات صلاة وتضامن يساهم في تحسيس الرأي العام، إننا واثقون بأن للصلاة تأثيرا هاما إذا ما رُفعت بثقة وإيمان.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.