2012-09-01 13:40:41

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


واجتَمَعَ لَدَيه الفِرِّيسِيُّونَ وبَعضُ الكَتَبَةِ الآتينَ مِن أُورَشَليم، فرَأَوا بعضَ تَلاميذِهِ يَتناوَلونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة، أَيْ غَيرِ مَغْسولة لأَنَّ الفِرِّيسِيِّينَ واليهودَ عامَّةً لا يَأكُلونَ إِلاَّ بَعدَ أَن يَغسِلوا أَيدِيَهُم حتَّى المِرفَق، تَمَسُّكاً بِسُنَّةِ الشُّيوخ. وإذا رجَعوا مِنَ السُّوق، لا يَأكُلونَ إِلاَّ بَعدَ أَن يَغتَسِلوا بِإِتْقان. وهُناكَ أَشياءُ أُخرى كَثيرةٌ مِنَ السُّنَّةِ يَتمسَّكونَ بها، كَغَسْلِ الكُؤُوسِ والجِرارِ وآنِيَةِ النُّحاس. فسأَلَه الفِرِّيسِيُّونَ والكَتَبة: "لِمَ لا يَجري تَلاميذُكَ على سُنَّةِ الشُّيوخ، بل يَتَناولونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة ؟" فقالَ لهم: "أَيُّها المُراؤون، أحسَنَ أَشَعْيا في نُبُوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: "هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي. إِنَّهم بالباطلِ يَعبُدونَني فلَيسَ ما يُعَلِّمونَ مِنَ المذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيُّة". إِنَّكم تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله وتَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر". ودعا الجَمعَ ثانِيةً وقالَ لَهم: "أَصغوا إِليَّ كُلُّكُم وافهَموا: ما مِن شَيءٍ خارجٍ عنِ الإِنسان إِذا دخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُه. ولكِن ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الَّذي يُنَجِّسُ الإِنسان". "لأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المَقاصِدُ السَّيِّئةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ والمَكْرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ والكِبرِياءُ والغَباوة. جَميعُ هذِه المُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُه". (مرقس 7، 1- 8. 14- 15. 21- 23)

 

للتـأمل

"إِنَّكم تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله وتَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر"، غالبا ما يطغى على تصرفاتنا، أفكارنا وأقوالنا الطابع البشري والدنيوي، ونتماهى مع كل ما هو من حولنا وننسى أن المسيحي إنسان حكيم وحرّ، يعرف كيف يميز الأشياء وكيف يختار ما يناسب حياته متبعا تعاليم الرب التي هي حق وحياة.

فالرب يعطينا الوصايا لخيرنا، فهي ليست لقمعنا والحدّ من حريتنا لا بل هي الطريق نحو السعادة والحرية. فبإتباعنا وصايا الله نحن نعيش بحسب الروح ونتحرر من أهوائنا، نزعاتنا وغرائزنا.

نحن تلاميذ المسيح، ونحمل نور الإنجيل، فأمام أحداث التاريخ، وأمام الصعوبات، أمام احترام الحياة والعدالة والسلام... نحن مدعوون لإظهار مشروع الله وإرادته، ولبناء حياة أكثر كرامة وعدلا...

"هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي"، نحن مدعوون لننتقل من علاقة الخوف والتمسك الشديد بالشكليات العقيمة إلى علاقة حبّ خصبة تفرح القلب وتملؤه بالسلام...

يدعونا الرب لنفتح قلوبنا على محبته بالصلاة، لنفتح قلوبنا على محبته ومحبة القريب، ونبتعد عن كل تمسك فريسي عقيم...

"يا رب من يقيم في خيمتك ومن يسكن في جبل قدسك؟ السالكُ طريق الكمال وفاعل البرّ والمتكلم من قلبه بالحق" (مز14). إن طهارة القلب هي ما يقرّبنا من الله، وما يخرج من القلب هو ما ينجس الإنسان. يدعونا يسوع اليوم للدخول في مسيرة لتنقية قلوبنا لنتمكن من الاقتراب من الله وقبول مشيئته في حياتنا بحسب قول الرسول يعقوب: "تَقبَّلوا بِوَداعةٍ الكَلِمَةَ المَغْروسَةَ فيكم والقادِرَةَ على خَلاصِ نُفوسِكم. وكونوا مِمَّن يَعمَلونَ بهذه الكَلِمَة، لا مِمَّن يَكتَفونَ بِسَماعِها فيَخدَعونَ أَنفُسَهم".








All the contents on this site are copyrighted ©.