2012-07-25 12:57:44

رسالة المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين بمناسبة اليوم العالمي للسياحة


بمناسبة اليوم العالمي للسياحة والذي يحتفل به في السابع والعشرين من أيلول من كل عام والذي تنظمه منظمة السياحة العالمية، وجّه الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين رسالة بعنوان "السياحة والطاقة المستدامة: محركات التنمية المستدامة"

قال الكاردينال فيليو إن السياحة قد نمت بسرعة كبيرة في السنوات العشرة الماضية، وهذا النمو بالرغم من تأثيره الإيجابي يمكنه أن يؤثر سلبيا على  البيئة بسبب الاستهلاك الكبير لموارد الطاقة وازدياد العناصر الملوثة. وأضاف، تلعب السياحة دورا مهما في الإسهام في نمو الألفية، لاسيما من خلال "ضمان الاستدامة البيئية" وعليها أن تقوم بكل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف

تابع الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو يقول أنه في هذا المجال أيضا يريد المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين أن يقدّم مساهمته انطلاقا من اليقين بأنه "على الكنيسةِ مسؤوليةٌ تجاهَ الخليقةِ وينبغي لها أن تضطلعَ بها حتى على المستوى العام". ليس علينا أن نقدم حلولا تقنية ملموسة، وإنما أن نُظهر أن التطور لا يمكن أن يتحول إلى مجرّد معايير تقنية، سياسية أو اقتصادية. نحن نرغب في مرافقة هذا النمو ببعض التوجيهات الأخلاقية المناسبة والتي تؤكد أنه على التطور أن يكون دائما في خدمة الشخص البشري والخير العام.

لذا، تابع رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين يقول أنه من الأهمية بمكان أن يُصار إلى عمل تربوي كبير لتعزيز "تغييرٍ حقيقي في العقليةِ، يقودُنا إلى اعتمادِ أنماطَ حياةٍ جديدةٍ". كما وأنه يجب على هذا التغيير أن يساهم في الوصول بسرعة إلى أسلوب حياة مشتركة تحترم العهد بين الإنسان والطبيعة. ومن الضرورة بمكان أيضا أن تُعزز مبادئ المسؤولية الأخلاقية والحذر، انطلاقا من دراسة تأثير وتبعات تصرفاتنا.

وبهذا الصدد يؤكد البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "المحبة في الحق" إن "طريقة تعاملِ الإنسانِ مع البيئةِ تؤثِّرُ على طريقةِ تعاملِهِ مع نفسِهِ والعكسُ بالعكس. تُنبِّهُ هذه الحقيقةُ المجتمعَ الحاليَّ لإعادةِ النظرِ جدّياً في نمطِ حياتِهِ، الذي يميلُ، في أجزاءٍ كثيرةٍ من العالمِ، إلى الفلسفةِ الإمتاعيَّة والنزعةِ الاستهلاكيةِ، بينما لا يكترثُ إلى الأضرارِ التي يجنيها منها". لذا فمن الأهمية بمكان تشجيع المستثمرين والسياح على التنبه على تبعات قراراتهم وتصرفاتهم، وتشجيع تصرفات يطبعها الاعتدال بتخفيض الاحتياجات للطاقة وتحسين ظروف استخدامها.

وختم الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين رسالته بالقول إن عقيدة الكنيسة الاجتماعية تذكرنا بأن المحافظة على البيئة تشكل تحديا للبشرية بكاملها: من خلال الواجب العام لاحترام الخير المشترك، خيرٌ أوكله الله للإنسان ليستخدمه بالطريقة الملائمة. كما وأن البابا بندكتس السادس عشر في رسالته بمناسبة المؤتمر العالمي السابع لراعوية السياحة يؤكد أن الكرازة الجديدة، التي دعينا إليها جميعا، تتطلب منا التيقن واستخدام الفرص المتعددة التي تقدمها لنا ظاهرة السياحة لتقديم المسيح كجواب أسمى على تساؤلات إنسان اليوم. لذا ندعو الجميع لتعزيز واستخدام السياحة بشكل محترم ومسؤول، لتتمكن من تطوير مقدراتها، مع اليقين بأننا من خلال تأمل جمال الطبيعة والشعوب يمكننا الالتقاء بالله.








All the contents on this site are copyrighted ©.