2012-07-08 14:32:30

كلمة البابا قبل صلاة التبشير الملائكي: إن المعجزات التي قام بها المسيح ليست إظهارا للقوة بل هي علامات محبة الله التي تتحقق عند لقائها بإيمان الإنسان


أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة القصر الرسولي الصيفي في كاستل غندولفو ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في باحة القصر صلاة التبشير الملائكي.

تحدث الحبر الأعظم عن إنجيل هذا الأحد بحسب القديس مرقس (مر6، 1- 6) والذي يدور حول القول الشهير "لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِهِ"، أي أنه ما من نبي مقبول بين أهله الذين رأوه ينمو (مر6، 4). في الواقع بعد أن ترك يسوع الناصرة وخرج يبشر ويجترح المعجزات، عاد إلى وطنه وأخذ يعلّم في المجمع. "فَدَهِشَ كثيرٌ مِنَ الَّذينَ سَمِعوه" لحكمته وعرفوه هو "النَّجَّارُ ابنُ مَريَم" الذي عاش بينهم وبدل أن يؤمنوا به "كانَ لَهم حَجَرَ عَثرَة" (مر6، 2- 3).

تابع الأب الأقدس يقول يمكننا أن نفهم ما حدث إذ إن الإلفة على الصعيد الإنساني تصعّب الانفتاح على البعد الإلهي. فيسوع نفسه يحمل مَثَلَ خبرة أنبياء إسرائيل الذين رُفضوا في موطنهم ويمتثل بهم. وبسبب هذا الانغلاق الروحي لم يستطع يسوع "أَن يُجرِيَ هُناكَ شَيْئًا مِنَ المُعجزات، سِوى أَنَّه وَضَعَ يَديَهِ على بَعضِ المَرْضى فَشَفاهم" (مر6، 5)، في الواقع إن المعجزات التي قام بها المسيح ليست إظهارا للقوة بل هي علامات محبة الله التي تتحقق عند لقائها بإيمان الإنسان.

أضاف البابا يخبرنا الإنجيلي أن يسوع "كانَ يَتَعَجَّبُ مِنْ عدم إِيمانِهم" (مر6،6) فبالرغم من أنه كان يعرف بأنه ما من نبيّ مقبول في وطنه، لكنه تعجب من انغلاق قلوبهم: كيف لا يعرفون نور الحقيقة؟ لماذا لا ينفتحون على صلاح الله الذي أراد أن يشاركنا إنسانيتنا؟ في الواقع إن يسوع الناصري هو ضياء الله، والله يسكن فيه. وبينما ننهمك بالبحث عن علامات ومعجزات أخرى يغيب عنا أنه العلامة الحقيقية، الله المتجسد، أكبر معجزة في الكون: محبة الله كلها في قلب بشري.

وختم الأب الأقدس كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي بالقول إن مريم العذراء فهمت حقا هذه الحقيقة وتستحق الطوبى لأنها آمنت (لو1، 45) فلنتعلم منها، هي أمنا في الإيمان، كيف نرى في إنسانية المسيح ملء ظهور الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.