2012-06-29 16:28:48

البابا يترأس قداسا احتفاليا في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة قداسا احتفاليا في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس، منح خلاله درع التثبيت (الباليوم) لثلاثة وأربعين رئيس أساقفة تم تعيينهم خلال العام الجاري بينهم كاردينالان هما: راينر ماريا فولكي، رئيس أساقفة برلين بألمانيا وفرانسيسكو روبلز أورتيغا رئيس أساقفة غوادالاخارا بالمكسيك. جرى الاحتفال الليتورجي بحضور بعثة من بطريركية القسطنطينية المسكونية برئاسة متروبوليت فرنسا ومدير مكتب الكنيسة الأرثوذكسية لدى الاتحاد الأوروبي عمانوئيل أداماكيس وأحيت القداس جوقة دير وستمنستر إلى جانب جوقة كابلة السكستين. استهل البابا عظته موجها تحية أخوية إلى بعثة بطريركية القسطنطينية المسكونية وأعضاء جوقة دير وستمنستر بلندن وقال إن التقليد المسيحي يعتبر من البدء القديسين بطرس وبولس غير منفصلين لأنهما يمثلان معا إنجيل المسيح لافتا إلى أن هذين القديسين اللذين كانا مختلفين عن بعضهما وفي وضع من المواجهة في السابق اتحدا ليصيرا أخوين، وفقا للإنجيل. وأكد البابا أن اتّباع المسيح وحده يقودنا نحو الأخوة الجديدة وهذه هي الرسالة التي يوجهها هذا العيد لبطريركية القسطنطينية وأسقف روما وجميع المسيحيين. بعدها توقف البابا عند المقطع من إنجيل القديس متى حيث يقر بطرس بإيمانه بيسوع معترفا بأنه "المسيح ابن الله الحي"، فرد عليه المسيح قائلا "أنت صخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي". ويؤكد لنا الإنجيل أن يسوع قال لبطرس "فليس اللحم والدم كشفا لك هذا، بل أبي الذي في السماوات". ويطلعنا إنجيل اليوم، تابع البابا يقول، أن "سلطان الموت" أو "أبواب الجحيم" لن تقوى على الكنيسة. بهذه الكلمات طمأن يسوع بطرس بشأن مستقبل الكنيسة، أي الجماعة الجديدة المرتكزة إلى يسوع المسيح، والتي تمتد على مدى الدهور أي أبعد بكثير من الوجود الأرضي للقديس بطرس. بعدها أكد بندكتس السادس عشر أن القديس بطرس ولكونه أمينا على رسالة المسيح يتعين عليه أن يفتح باب ملكوت السماوات أمام شعب الله. ولفت البابا إلى أن كلمات المسيح القائل لبطرس "ما ربطته في الأرض رُبط في السماوات وما حللته في الأرض حُل في السماوات" تشير بوضوح إلى أن قرارات بطرس لديها قيمة أمام الله أيضا. وأكد البابا أن الكنيسة ليست جماعة تضم أشخاصا كاملين بل خطأة عليهم أن يقروا بحاجتهم إلى محبة الله، وبحاجتهم ليُطهروا من خلال صليب يسوع المسيح، ولفت بندكتس السادس عشر إلى أن يسوع انتصر بموته على قوى الجحيم، وأفاض بدمه على العالم كله نهرا كبيرا من الرحمة يروي بمياهه الشافية البشرية بأسرها. بعدها انتقل البابا للحديث عن القديس بولس ولفت إلى أن رمز السيف الذي اقترن برسول الأمم، وهو السلاح الذي قُتل به، يشير إلى رسالته الإنجيلية. فعدما شعر باقتراب ساعة موته كتب إلى طيموتاوس "فقد جاهدت الجهاد الحسن". يتحدث بولس بالطبع عن جهاد من يعلن كلمة الله، من هو أمين للمسيح وكنيسته وكرس نفسه من أجلها. هذا ثم توجه البابا إلى رؤساء الأساقفة الجدد وقال لهم: إن درع التثبيت الذي منحتكم إياه يذكركم على الدوام بعلاقة الشركة التي هي الكنيسة، البناء الروحي المبني على المسيح، حجر الزاوية، وعلى صخرة بطرس في بعده الأرضي والتاريخي. وحثهم بندكتس السادس عشر على التعاون في سبيل الحقيقة، التي تتطلب من كل واحد منا ومن جماعاتنا التزاما متواصلا في الارتداد إلى الرب الأوحد في نعمة الروح القدس. وسأل في ختام عظته العذراء مريم، ملكة الرسل أن تقود خطانا على الدوام في مسيرة الإيمان والمحبة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.