2012-06-02 18:19:22

البابا يلتقي ممثلين عن السلطات المدنية في مقر رئاسة أبرشية ميلانو


التقى البابا بندكتس السادس عشر مساء السبت ممثلين عن السلطات المدنية في مقر رئاسة أبرشية ميلانو ووجه إليهم كلمة توقف فيها عند شخصية القديس أمبروسيوس شفيع ميلانو الذي ـ وقبل أن يُنتخب أسقفا على الأبرشية ـ كان حاكما مدنيا ومسؤولا عن الأمن العام والقضاء. وأكد الأب الأقدس أن القديس أمبروسيوس كان حاكما متزنا عرف كيف يواجه بحكمة ومسؤولية المشاكل فنجح في تخطي الخلافات والانقسامات.

بعدها توقف بندكتس السادس عشر عند بعض المبادئ التي كان يتّبعها القديس أمبروسيوس وما تزال اليوم قدوة لجميع الأشخاص المدعوين إلى الاعتناء بالشأن العام. فقد كان هذا القديس يعتبر أن من يمارس السلطة ليس إلا خادما لله لأن السلطة تتأتى من عند الله. قال البابا إن هذه العبارات قد تبدو غريبة بالنسبة لرجال الألف الثالث لكنها في الواقع تدل على حقيقة مركزية حول الشخص البشري تشكل ركيزة أساسية للتعايش الاجتماعي وهي أنه لا يمكن اعتبار سلطة الإنسان إلهية، وبالتالي يجب ألا يعتبر أي إنسان سيدا على إنسان آخر. وقد ذكّر القديس أمبروسيوس الإمبراطور الروماني أغسطس بهذا الأمر قائلا: "أيها الإمبراطور أغسطس أنت أيضا إنسان".

وثمة عنصر آخر يجب أن يؤخذ في الاعتبار: يتعين أن يكون العدل الصفة الأولى لمن يحكم لأن المسألة تتعلق بخير الجماعة كلها. لكن العدل وحده ليس كافيا. فقد أرفقه القديس أمبروسيوس بصفة أخرى هي حب الحرية التي اعتبرها عنصرا أساسيا يميز بين الحاكم الصالح والسيء. وكان هذا القديس يؤكد أن الحرية ليست امتيازا بل حق للجميع، إنها حق أساسي وثمين على السلطة المدنية أن تضمنه للكل شرط أن تمارس هذه الحرية في إطار احترام الآخر والقوانين الهادفة إلى ضمان الخير العام.

وذكّر البابا الجميع بضرورة أن تضع الدولة نفسها في خدمة الشخص البشري وتحقيق الرخاء على مختلف الصعد بدءا من الحق في الحياة، ومن هذا المنطلق لا بد أن تصب الإجراءات والقوانين في صالح العائلة. وتابع يقول إن الدولة مدعوة للإقرار بالهوية الخاصة للعائلة المرتكزة إلى الزواج والمنفتحة على الحياة، بالإضافة إلى حق الوالدين في تنشئة أبنائهم.

وأكد الأب الأقدس أن العائلة لا تتمتع بالعدالة إن لم تدعم الدولة الحق في التربية خدمة لخير المجتمع بأسره، ولفت إلى أن السعي إلى تحقيق الخير العام يتطلب تعاونا بناء مع الكنيسة نظرا للإسهام القيم الذي تقدمه في هذا المجال. وختم البابا مذكرا بأن القديس أمبروسيوس كان يتوجه إلى من يرغبون في تبوء مناصب رسمية داعيا إياهم لأن يكونوا أشخاصا محبوبين. وكان يردد قائلا إن الخوف يعجز عن تحقيق ما يفعله الحب.








All the contents on this site are copyrighted ©.