2012-05-17 13:55:41

كلمة البابا في أعقاب عرض فيلم "مريم الناصرية"


تم مساء أمس الأربعاء في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان عرض فيلم "مريم الناصرية" بحضور قداسة البابا بندكتس السادس عشر والذي ستبثه قناة الراي التلفزيونية الإيطالية. في ختام العرض وجه البابا كلمة استهلها معربا عن شكره لإدارة الراي وشركة الإنتاج وجميع من ساهموا في تنفيذ هذا العمل الفني. وتابع يقول: ليس من السهل أن نُقدم صورة عن أم ما لأنها تحتوي على غنى يصعب وصفه والتعبير عنه. وهذا المهمة تصبح أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر بمريم الناصرية، المرأة التي صارت أما ليسوع، ابن الله المتأنس.

مضى الحبر الأعظم إلى القول: يرتكز هذا الفيلم على ثلاث شخصيات نسائية، تتقاطع حياتهن ويتخذن خيارات مختلفة تماما. هيروديا بقيت منغلقة على ذاتها، داخل عالمها. لم تتمكن من رفع عينيها لرؤية علامات الله ولم تخرج من دوامة الشر. مريم المجدلية فعاشت قصة أكثر تعقيدا: لقد استهوتها حياة سلحة ترتكز إلى الأشياء واستخدمت وسائل وأساليب عدة لبلوغ الأهداف. بعدها التقت بيسوع وسرعان ما فتح هذا اللقاء قلبها وبدل وجودها. لكن محور الفيلم هو شخص "مريم الناصرية" التي أجابت بنعم على دعوة الله لها. إنها أم شعرت برغبة الحفاظ على ابنها إلى جانبها على الدوام. لكنها تعلم أنه ابن الله. حركها أيمان ومحبة كبيران جدا ما حملها على قبول فكرة أن يرحل ولدها ويتم رسالته. قالت "نعم" لدعوة الله أكثر من مرة منذ البشارة وحتى خشبة الصليب.

يقدم هذا الفيلم ثلاثة أمثلة أو نماذج حول ما يمكن أن يفعل الإنسان بحياته: قد يقرر العيش وسط الأنانية، والانغلاق على ذاته والارتكاز إلى الأمور المادية تاركا الشر يقود خطاه؛ أم يجعل من حضور الله ركيزة لحياته، هذا الإله الذي حل بيننا ويبقى وسطنا يعاملنا بالطيبة والصلاح إذا أخطأنا، ويطلب منا أن نتبعه ونضع ثقتنا به.

ختم البابا كلمته يقول: مريم العذراء هي امرأة الـ"هاأنذا" ردا على المشيئة الإلهية وامرأة "النعم" التي قالتها مرارا وتكرارا حتى أمام ألم فقدان الابن.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.