2012-05-02 18:55:31

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا بندكتس السادس عشر يتحدث عن القديس اسطفانوس أول الشهداء


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول لقد رأينا في التعاليم السابقة كيف أنه، ومن خلال الصلاة الشخصية والجماعية، والقراءة والتأمل بالكتاب المقدس، ننفتح على الإصغاء لصوت الله الذي يكلمنا، وأضاف، أود اليوم أن أتحدث عن شهادة وصلاة أول شهداء الكنيسة، القديس اسطفانوس، أحد الرجال السبعة الذين اختيروا لخدمة المحبة نحو المعوزين، والذي في لحظة استشهاده، الذي يخبرنا عنها كتاب أعمال الرسل، تظهر مرة أخرى العلاقة العميقة بين كلمة الله والصلاة.

تابع الأب الأقدس يقول اقتيد اسطفانوس للمحاكمة أمام المجلس حيث اتُهم بالقول إن "يسوع سينقض الهيكل ويُبدل ما أورثنا موسى من سُنَن" (أعمال 6، 14). خلال حياته العلنية، كان يسوع قد أعلن دمار هيكل أورشليم:"انقضوا هذا الهيكل أُقمهُ في ثلاثة أيام" (يوحنا 2، 19). وكما يلحظ الإنجيلي يوحنا "أما هو فكان يعني هيكل جسده. فلما قام من بين الأموات، تذكر تلاميذه أنه قال ذلك، فآمنوا بالكتاب والكلمة التي قالها يسوع" (يوحنا2، 21- 22).

قال الأب الأقدس في تعليمه لقد أراد اسطفانوس أن يبرهن أن الاتهام الموجه إليه بتبديل شريعة موسى لا أساس له ويشرح رؤيته حول تاريخ الخلاص، والعهد بين الله والإنسان. لذا يعيد قراءة الرواية البيبلية، المسيرة المحتواة في الكتاب المقدس، ليظهر أن ذلك يقود إلى "مكان" حضور الله الدائم والذي هو يسوع المسيح، لاسيما في آلامه وموته وقيامته. وبهذا المنظار يرى اسطفانوس أيضا حقيقة كونه تلميذا ليسوع بإتباعه حتى الاستشهاد، فالتأمل بالكتاب المقدس يسمح له أن يفهم رسالته، حياته وحاضره.

ينطلق اسطفانوس في حديثه من دعوة إبراهيم وينتقل بعدها إلى يوسف الذي باعه إخوته، وإنما كان الله معه وأنقذه، ليصل إلى موسى الذي أصبح أداة بيد الله ليحرر شعبه.

أضاف الأب الأقدس من خلال هذه الأحداث التي يخبرنا بها الكتاب المقدس يظهر لنا دائما الله الذي لا يتعب من الذهاب للقاء الإنسان على الرغم من الرفض الذي يجده غالبا، وفي تأمله حول عمل الله في تاريخ الخلاص يعلن اسطفانوس أن يسوع هو البار الذي أعلنه الأنبياء، به أصبح الله حاضرا بشكل فريد ودائم: يسوع هو "مكان" العبادة الحقيقية. فاسطفانوس لا يلغي أهمية الهيكل إنما يشدّد على أن "الله لا يسكن في بيوت صنعتها الأيدي" (أعمال7، 48).

فجأةً تنتهي حياة وخطبة اسطفانوس بالرجم، فاستشهاده هو إتمام حياته ورسالته. وهكذا فإن تأمله حول عمل الله في التاريخ والكلمة الإلهية أصبح مشاركة في الصلاة عينها على الصليب، فقبل موته دعا وقال:"ربِّ يسوع، تقبّل روحي" (أعمال7، 59) مرددا بذلك آخر عبارة ليسوع على الجلجلة:"يا أبتِ، في يديك أجعل روحي" (لوقا23، 46).

وختم الأب الاقدس تعليمه الأسبوعي بالقول إخوتي وأخواتي الأعزاء تقدم لنا شهادة اسطفانوس بعض الإرشادات حول صلاتنا وحياتنا. يمكننا أن نسأل أنفسنا: من أين أستمد هذا الشهيد المسيحي الأول القوة لمواجهة مضطهديه حتى بذل ذاته؟ الجواب بسيط: من علاقته مع الله وشركته مع المسيح، ومن خلال تأمله بتاريخ الخلاص وبرؤية عمل الله الذي تحقق بيسوع المسيح. فعلى صلاتنا أيضا أن تتغذى من الإصغاء لكلمة الله في الشركة مع يسوع وكنيسته.








All the contents on this site are copyrighted ©.