2012-04-30 16:29:08

رسالة البابا إلى رئيسة الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية لمناسبة انعقاد جمعيتها العامة الثامنة عشرة


بعث البابا بندكتس السادس عشر برسالة إلى السيدة ماري آن غلندون رئيسة الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية لمناسبة انعقاد جمعيتها العامة السنوية الثامنة عشرة في الفاتيكان. كتب البابا في رسالته: لقد أردتم من خلال أعمال الجمعية العامة تسليط الضوء على الذكرى السنوية الخمسين لصدور الرسالة العامة "السلام في الأرض" للبابا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرين والتي قدمت إسهاما قيما للعقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية. كانت هذه الوثيقة بمثابة رسالة مفتوحة للعالم كله عندما بلغت الحرب الباردة ذروتها وإزاء التهديد الذي يشكله انتشار أسلحة الدمار الشامل.

مع أن المشهد السياسي العام تبدل كثيرا خلال العقود الخمسة الماضية ما تزال رسالة البابا يوحنا الثالث والعشرين تعلمنا الكثير في وقت نسعى فيه إلى مواجهة التحديات الجديدة حول السلام والعدالة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة ووسط استمرار انتشار هذه الأسلحة.

أكد بندكتس السادس عشر أن العقيدة الاجتماعية للكنيسة وضعت في محورها الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله والذي وهبه الخالق الذكاء والحرية وهو قادر على الإدراك والحب. وشكلت رسالة البابا يوحنا الثالث والعشرين التزاما في الحوار الخلاق بين الكنيسة والعالم، بين المؤمنين وغير المؤمنين.

ولفت البابا إلى أنه على أثر الاعتداءات الإرهابية التي أحدث صدمة في العالم كله في أيلول سبتمبر 2001 أصر البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني على أنه "لا سلام بدون عدالة ولا عدالة بدون غفران". وإذا كان الإنسان مخلوقا على صورة الله ومثاله فالله هو عادل و"غني بالرأفة" وبالتالي ينبغي أن تنعكس هذه الميزات في تصرفات البشر. فالغفران ليس نكرانا لما ارتُكب من أخطاء بل هو مشاركة في محبة الله الشافية والمبدلة التي تصالح.

بعدها أشار البابا إلى الموضوع الذي تم اختياره لسينودس الأساقفة الخاص من أجل أفريقيا في العام 2009 ألا وهو "الكنيسة في أفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام". وأكد بندكتس أن رسالة الإنجيل المحيية حملت الرجاء لملايين الأفارقة وساعدتهم في تخطي الآلام الناجمة عن الأنظمة القمعية والصراعات بين الأخوة.

وفي السياق نفسه ـ تابع البابا يقول ـ سلط سينودوس الأساقفة الخاص من أجل الشرق الأوسط الذي انعقد في الفاتيكان عام 2010 الضوء على مسألتي الشركة والشهادة، ووحدة العقل والروح التي تميز الساعين إلى اتّباع نور الحق. إن أخطاء الماضي وحالات الظلم يمكن تخطيها فقط عندما يجعل الرجال والنساء مصدر وحي لهم رسالة الشفاء والرجاء، الرسالة التي تدفعنا إلى الأمام وتخرج الإنسان من المأزق الذي يضعه في قفص دوامة العنف. ومنذ العام 1963 طويت صفحات صراعات عديدة كان حلها يبدو مستحيلا آنذاك.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.