2012-04-20 13:33:03

السفير البابوي في دمشق يحث ممثلي مختلف الطوائف على اتخاذ "موقف شجاع، موحد وغير منحاز" حيال ما يجري في سورية


على الرغم من إعلان السلطات السورية وقوات المعارضة عن الالتزام بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ لأسبوع خلا ما تزال أعمال العنف مستمرة في البلاد حيث ترد أنباء يومية عن قصف وعمليات قتل يذهب ضحيتها عشرات الأشخاص.

إزاء استمرار إراقة الدماء في سورية أجرى زميلنا في القسم الإيطالي بإذاعة الفاتيكان سالفاتوريه ساباتينو مقابلة مع السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري الذي أكد أن الهدنة ما تزال هشة للغاية، مشيرا إلى الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار وقال: إن ما يجري لا يبعث على التفاؤل بشأن مستقبل سورية.

تابع الدبلوماسي الفاتيكاني يقول: تسعى الجماعة الدولية إلى مساعدة سورية على الخروج من الأزمة الراهنة وقد أطلق البابا بندكتس السادس عشر نداءات عدة في هذا الإطار داعيا إلى وضع حد لأعمال العنف واعتماد طريق الحوار ولقيت النداءات أصداء إيجابية. وبعد المواقف التي اتخذتها الأسرة الدولية من هذه الأزمة يتعين على ممثلي مختلف الطوائف الدينية المتواجدة في سورية أن يتخذوا موقفا شجاعا، موحدا وغير منحاز وأن يمارسوا سلطة معنوية تحمل الضمائر على التفكير بجدية فيما يجري وبالتبعات الخطيرة والمؤلمة التي تترتب على خيارات خاطئة تتخذها مختلف الأطراف المتورطة في النزاع.

حث السفير البابوي في سورية قادة الأديان على إطلاق صرخة قوية باسم الله قائلين: "كفى! توقفوا"، ودعاهم إلى الاستلهام من شخصية القديس يوحنا المعمدان الذي يكرم المسيحيون والمسلمون ذخائره المحفوظة في جامع الأمويين بدمشق المبني على أنقاض بازيليك مسيحية قديمة. وذكّر بأن الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني ـ وخلال زيارته سورية ـ توقف للصلاة أمام تلك الذخائر.

وتابع المطران زيناري قائلا: لا يسعني أن أنسى صورا شاهدتها منذ فترة قصيرة لطفل صغير يبكي أمام أخوته الذين قُتلوا وأمام بيتهم المدمر. وأكد المطران زيناري أن الوضع كان صعبا جدا في بعض المناطق السورية وقال: لقد أعربت عن تضامني وتعاطفي مع كاهن يعيش بصورة بطولية منذ أكثر من شهر بين نارين في مدينة ممزقة بالصراع وقلت له "أشعر بالألم من أجلك لأنك تعيش في الجحيم". لم يفقد هذا الكاهن سخريته فرد قائلا: "يا سيادة المطران في الجحيم توجد النار لكن هنا بالإضافة إلى النار تنهمر علينا القذائف والطلقات النارية كالمطر".

وختم السفير البابوي في دمشق حديثه لإذاعة الفاتيكان قائلا: ما يزال المهجرون والنازحون يتجمعون حول الكنائس ويسجلون أسماءهم للحصول على صناديق تحتوي على مساعدات غذائية. وقد حل معظم هؤلاء ضيوفا على أصدقائهم أو أقربائهم. ولفت إلى أن العائلات المسلمة تميزت بحسن الضيافة حيال الأسر المهجرة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.