2012-04-18 17:16:36

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا بندكتس السادس عشر يتابع تعليمه حول الصلاة


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، تابع خلالها تعليمه الأسبوعي حول الصلاة وقال إخوتي وأخواتي الأعزاء منذ العنصرة يقود الروح القدس خطى الكنيسة، جماعة مصليّة. لكن العنصرة ليست حدثا منفردا. ففي كتاب أعمال الرسل يخبرنا القديس لوقا عن تدخل الروح القدس في أوقات صعبة من حياة الكنيسة الناشئة.

تابع الأب الأقدس يقول بعد شفاء المقعد عند باب الهيكل، أُلقي القبض على بطرس ويوحنا لأنهما كانا يبشران الشعب بقيامة يسوع. وبعد استجوابهما أُطلق سراحهما ورجعا إلى إخوتهما وأخبراهم بما تحملاه من أجل الشهادة ليسوع القائم من الموت و"عند سماعهم ذلك رفعوا أصواتهم إلى الله بقلبٍ واحد" (أعمال4، 24). وهنا ينقل إلينا القديس لوقا أشمل صلاة للكنيسة نجدها في العهد الجديد والتي في ختامها كما سمعنا "زُلزل المكان الذي اجتمعوا فيه. وامتلأوا جميعا من الروح القدس فأخذوا يعلنون كلمة الله بجرأة" (أعمال4، 31). وأضاف البابا أمام خطر الاضطهاد والمصاعب، لا تبحث الجماعة المسيحية الأولى عن كيفية التصرف إنما تصلّي. إنها صلاة مشتركة للكنيسة كلها. وهذه الصلاة تعزز الوحدة، وتساعد الجماعة على قراءة ما يحدث في ضوء الإيمان وكلمة الله.

تابع البابا يقول إن الصلاة التي ترفعها الجماعة تنطلق من التذكر والتضرع إلى عظمة الله:"يا سيد، أنت صنعت السماء والأرض والبحر وكل شيء فيها" (أعمال4، 24)، إنها تضرع للخالق: نعرف أن كل شيء يأتينا منه، وكل شيء بين يديه، وهذه المعرفة تعطينا الثقة والشجاعة. وأضاف تنتقل بعدها الصلاة للاعتراف بعمل الله في التاريخ، وكيف كان قريبا من شعبه مظهرا نفسه أنه إله يهتم بالإنسان، ولا يتخلى عن الإنسان خليقته. وفي ختام الصلاة، يلحظ القديس لوقا، "زُلزل المكان الذي اجتمعوا فيه. وامتلأوا جميعا من الروح القدس فأخذوا يعلنون كلمة الله بجرأة" (أعمال4، 31). هذه هي ثمرة الصلاة الجماعية التي ترفعها الجماعة المسيحية إلى الله: حلول الروح القدس، عطية القائم من الموت الذي يعضد ويقود الإعلان الحر والشجاع لكلمة الله، والذي يدفع تلاميذ الرب للخروج بلا خوف لحمل البشرى السارة إلى أقاصي العالم.

وختم البابا بندكتس السادس عشر تعليمه الأسبوعي بالقول: في الصلاة لم يطلب المسيحيون الأولون من الله الحماية أو إبعاد التجربة أم النجاح، إنما التمكن من إعلان كلمة الله بثقة وحريّة. فعلى مثالهم لندع روح يسوع المسيح يقودنا لنعيش بشجاعة وفرح في كل ظرف من ظروف الحياة، ونفتخر مع القديس بولس "بشدائدنا نفسها لعِلمنا أن الشّدة تلد الثّبات والثّبات يلد فضيلةَ الاختيار وفضيلة الاختيار تلد الرجاء والرجاء لا يخيّب صاحبه، لأن محبة الله أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا".(روم5، 3- 5)








All the contents on this site are copyrighted ©.