2012-04-15 15:51:24

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء: السلام الذي يهبه يسوع لأصدقائه هو ثمرة محبة الله


تلا البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم صلاة "افرحي يا ملكة السماء" مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا:  في كل عام نحتفل به بعيد الفصح المجيد نعيش من جديد خبرة تلامذة يسوع الأولين، أي خبرة اللقاء مع المسيح القائم من بين الأموات. يروي إنجيل القديس يوحنا أن التلاميذ شاهدوا المسيح يظهر في وسطهم في العلية مساء يوم القيامة، اليوم الأول من الأسبوع ثم بعد ثمانية أيام. أطلق على هذا اليوم اسم الأحد أي يوم الرب وهو اليوم الذي تجتمع فيه الجماعة المسيحية للاحتفال بسر الإفخارستية. فالاحتفال بيوم الرب هو دليل قوي على قيامة المسيح من الموت لأن حدثا مذهلا من هذا النوع قادر وحده على حمل المسيحيين الأوائل على إطلاق شعائر مختلفة عن يوم السبت اليهودي.

اليوم أيضا ـ تابع البابا يقول ـ لا ترمي الشعائر المسيحية إلى إحياء ذكرى الأحداث الغابرة وحسب، بل تشكل أيضا لقاء مع الرب القائم من الموت، الذي يعيش في بعد الله، متخطيا حدود الزمان والمكان، لكنه حاضر في الآن معا وسط الجماعة، يحدثنا عن الكتابات المقدسة، ويمنحنا خبز الحياة الأبدية. من خلال تلك العلامات نعيش نحن أيضا ما اختبره الرسل، أي معاينة المسيح ولمس جسده، وهو جسد حقيقي لكنه متحرر من أي رباط مع هذه الأرض.

مضى البابا إلى القول: إن أنجيل القديس يوحنا يروي لنا أن المسيح وخلال ظهوره للتلاميذ المجتمعين في العلية كرر عليهم أكثر من مرة التحية التالية "السلام عليكم". التحية التقليدية التي كانت عبارة عن كلمة "شالوم ـ أي سلام" باتت شيئا حديثا: إذ أصبحت هبة السلام الذي يعطيه المسيح وحده، لأنه ثمرة انتصاره الكلي على الشر. السلام الذي يهبه يسوع لأصدقائه هو ثمرة محبة الله التي دفعت به إلى الموت على الصليب وإلى إراقة دمائه كحمل وديع ومتواضع "ممتلئ نعمة وحقيقة". ولهذا السبب بالذات شاء البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني أن يكرس الأحد التالي لعيد الفصح للرحمة الإلهية، أيقونتها صورة جنب المسيح المجروح والذي ينزف دما وماء، حسب شهادة القديس يوحنا. لكن المسيح قام من الموت ومن يسوع الحي نشأ سرّا المعمودية والإفخارستية الفصحيَّان. فمن يقبلهما بإيمان ينال هبة الحياة الأبدية.

ختم بندكتس السادس عشر كلمته قائلا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، فلنقبل هبة السلام التي يمنحنا إياها يسوع القائم من الموت، ولندع قلبنا يمتلئ من رحمته! بهذه الطريقة، وبقوة الروح القدس، الروح الذي أقام المسيح من بين الأموات، نحمل بدورنا هذه الهبات الفصحية إلى الآخرين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.