2012-04-07 15:20:51

رسالة البطريرك غريغوريوس لحام لمناسبة حلول عيد الفصح


لمناسبة حلول عيد الفصح المجيد وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام رسالته الفصحية بعنوان: "المحبة أقوى من الموت، ومن يحب لا يموت". مما جاء في الرسالة: قيامة السَّيِّد المسيح، هي علامة انتصار محبَّته. إنَّها غلبة الحياة على الموت. غلبة محبَّة الله للبشر على الموت.

هذا إيماننا، بالرَّغم من واقع حياتنا المؤلم، وبالرَّغم من ضعفنا. إنَّنا كلُّنا ضعفاء أمام الألم والمرض والشكّ والإحباط والوحدة وخيبة الأمل، وتسلُّط الأشرار، وجلبة السِّلاح، ومشاهد الحرب والعنف والقتل والتدمير والتفجير والأعمال الإجراميَّة، والمؤامرات، والدَّسائس، وكلّ قوى الشرّ المحيطة بنا من كلِّ حدبٍ وصوب. من المؤسف أنَّ هذه الأمور كلّها واقعٌ في بلدانٍ من العالم العربي، بخاصَّةٍ سورية.

ضعف الرُّسل أمام آلام المسيح وموته، ولكنَّ محبَّتهم للمسيح ومحبَّة المسيح لهم، أعطتهم أملاً جديدًا، لأنَّه قال لهم: "أنا معكم إلى انقضاء الدَّهر". عيد القيامة يدعونا إلى الإيمان والرَّجاء والمحبَّة. لقاء الرَّبِّ يسوع القائم من بين الأموات يُنعش فينا هذه المحبَّة الأقوى من الموت.

أمام أزمات عالمنا العربيّ أمام زعزعة المحبَّة، والثقة بين شعوب عالمنا العربيّ... أمام أزمات العالم الماليَّة والاقتصاديَّة، وأمام أزمات القيَم والأخلاق، وقيَم الإيمان المقدَّس، نلجأ إلى المحبَّة التي هي حقًّا أقوى من الموت والعنف والدَّمار والقتل والاستغلال والتضليل الاقتصادي والسِّياسي والاجتماعي.

أمام كلِّ هذا، علينا نحن المسيحيين أن نجد مكاننا، ونكتشف دعوتنا، وما هو تدبير الله الخلاصيّ علينا. وعلينا بنوعٍ خاصّ أن نكون متضامنين مع هذا العالم العربيّ الذي هو عالمنا، وفيه جذورنا. وقد صنعنا الكثير الكثير من تاريخه وأدبه وحضارته. لا بل نحن بناة العروبة فيه وصانعوها ومفكِّروها ومنظِّروها وروَّادها وناشروها. وختم البطريرك لحام رسالته الفصحية قائلا: نرفع الدُّعاء ... لأجل جميع المتألِّمين والمتشكِّكين والخائفين والمتزعزعين، ولأجل ضحايا هذه الأحداث المأساويَّة التي تشهدها بلادنا، وبخاصَّةٍ في فلسطين والعراق ومصر وبنوعٍ خاصٍّ في سورية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.