2012-04-06 15:52:35

قيامة المسيح أساس قيامة القلوب. رسالة البطريرك الماروني لعيد الفصح


تحت عنوان "قيامة المسيح أساس قيامة القلوب" وجّه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رسالة الفصح 2012 قال فيها: بقيامة المسيح كانت قيامة القلوب، وصرنا خلقا جديدا، نلناه بالمعمودية التي هي بداية حياة دائمة فينا تقوم كل يوم على الموت عن الخطيئة والقيامة لحياة جديدة. أجل كل يوم، بنعمة المسيح في سر التوبة والقربان وفعل الروح القدوس، يُدعى كل واحد منا ليموت عن الكذب والنفاق ويقوم لإعلان الحقيقة التي تحرر وتجمع؛ ليموت عن الشر والميل إليه، ويقوم لفعل الخير والالتزام به؛ ليموت عن الظلم والاستضعاف ويقوم لإحلال العدالة والتحرر من قيود الاستبعاد والإستقواء؛ ليموت عن سرقة المال العام والخاص وعن الرشوة ويقوم للكرامة والشفافية وكبر النفس وكسب الخبز بعرق الجبين؛ ليموت عن الحقد والبغض، وعن الافتراء والنميمة، ويقوم لحالة المحبة والمشاعر الإنسانية ولاحترام كرامة كل إنسان وحقه في الصيت الصالح؛ ليموت عن العنف الحسيّ والمعنوي ويقوم لروح السلام والإخاء؛ ليموت عن الكبرياء والامتلاء من الذات والتمرد على إرادة الله وعلى السلطة في العائلة والكنيسة والمجتمع ويقوم إلى مسلك التواضع والتجرد وإخلاء الذات والطاعة والوداعة؛ ليموت عن الفساد في الإدارة وعن استغلال السلطة والمسؤولية لمآرب خاصة ومكاسب فئوية ولتعطيل التنمية بكل أبعادها، ويقوم للالتزام النبيل والمتفاني بالخير العام والنهضة والعمران. نحن جميعنا بفضل قيامة المسيح من الموت، مدعوون لنتخلق بأخلاق المسيح.

وختم البطريرك الماروني رسالة الفصح بالقول: من المسيح الذي "هو سلامنا"، وقد حطم جدران الانقسامات والتفرقة، وحقق الأخوة بين الناس، جاعلا من الجميع أبناء وبنات لله ببنوّته الأزلية، نلتمس السلام للعالم ولأوطاننا، وبخاصة للبلدان، التي في عالمنا العربي، تطالب وتسعى وتثور من أجل العيش بكرامة وبحبوحة، والتمتع بحرياتها الشخصية والعامة، وبحقوقها الأساسية، وبأنظمة ديمقراطية تحترم كرامة كل إنسان وشعب، وتعزز التنوع في الوحدة، وتشرك الجميع في مسؤولية الحياة العامة، وتنفي الأحادية والفئوية وفرض الإرادة والتحكم بمصير المواطنين، وتمكّن كل مواطن، من أي دين أو ثقافة أو عرق أو انتماء كان، وكل مجموعة، مهما كان نوعها، أن يكون وتكون قيمة مضافة في نسيج المجتمع والوطن. فالمسيح القائم من الموت هو رجاؤنا ومحقق أمنياتنا، وبهذا الإيمان نردد: المسيح قام! حقا قام!








All the contents on this site are copyrighted ©.