2012-03-29 00:16:06

البابا يختتم زيارته الرسولية إلى كوبا


خلال مراسم الوداع في مطار "خوسيه مارتي الدولي" في هافانا، وجه الأب الأقدس كلمة شكر فيها الله على زيارته هذه الجزيرة الجميلة التي ـ وكما قال ـ تركت أثرا عميقا جدا في قلب سلفه الطوباوي يوحنا بولس الثاني حين زار هذه الأرض كرسول للحقيقة والرجاء، وأضاف بندكتس السادس عشر أنه رغب بشوق زيارة كوبا كحاج للمحبة، ليرفع الشكر لمريم عذراء المحبة في مزار إيل كوبريه وقال إنها ترافق منذ أربعة قرون مسيرة الكنيسة في هذا الوطن، وأشار إلى أن المسيح القائم من بين الأموات، يشع في هذا العالم، ويفعل ذلك بطريقة أكثر وضوحا حيث وبحسب المنطق البشري، يبدو كل شيء مظلما ومجردا من الرجاء. لقد انتصر المسيح على الموت، وهو حيّ، والإيمان به، يخترق كنور صغير كل ما هو مظلم.

شكر بندكتس السادس عشر في كلمته الوداعية رئيس البلاد والسلطات على اهتمامها وتعاونها السخي من أجل حسن سير الزيارة، كما وجه تحية شكر لمجلس أساقفة كوبا الكاثوليك الذي لم يأل جهدا من أجل الهدف نفسه، وكل من تعاون بطريقة مختلفة، لاسيما من خلال الصلاة. وأضاف الأب الأقدس أنه جاء كشاهد ليسوع المسيح، وقال: باسمه وكخليفة لبطرس الرسول أردت أن أذكّر برسالته الخلاصية لتعزز فرح الأساقفة الكوبيين والكهنة والرهبان والذين يستعدون بفرح للخدمة الكهنوتية والحياة المكرسة. وكي تعطي أيضا دفعا جديدا للذين يتعاونون، بمثابرة وتفان، في حقل البشارة لاسيما المؤمنين العلمانيين كيما ومن خلال تعزيز تفانيهم لله في بيئة الحياة والعمل، لا يتعبوا من تقديم إسهامهم، وبطريقة مسؤولة، من أجل خير البلاد ونموها المتكامل.

وتمنى البابا في كلمته ألا ينطفئ نور الرب الذي أشرق هذه الأيام في قلوب مَن قبله ويساعد الجميع على تعزيز الوئام والقيم الأكثر نبلا التي عليها يمكن بناء مجتمع متجدد ومتصالح، وأمل الأب الأقدس أيضا بألا يشعر أحد بعدم القدرة على المشاركة في هذه المهمة بسبب الحد من حرياته الأساسية وأشار إلى أن زيارته قد انتهت ولكنه سيواصل الصلاة كيما تكون كوبا بيتا لجميع الكوبيين حيث تتعايش العدالة والحرية في مناخ من الأخوة. وأضاف يقول إن الاحترام والاهتمام بالحرية التي تنبض في قلب كل إنسان لهي أساسية للإجابة بطريقة ملائمة على المتطلبات الرئيسة لكرامته، وبناء مجتمع يشعر فيه كل واحد بأنه رائد أساسي لمستقبل حياته، عائلته ووطنه.

مضى البابا إلى القول: إن الوقت الحاضر يتطلب بشكل ملح، وفي التعايش الإنساني، الوطني والدولي، إبعاد وجهات النظر الأحادية الجانب التي تميل  إلى جعل التفاهم أكثر صعوبة وجهد التعاون بلا فعالية، وأشار لأهمية حل الاختلافات والمشاكل المحتملة من خلال البحث عمّا يوحد الجميع مع حوار صبور وصادق، ورغبة حقيقية في الإصغاء تقبل أهدافا تحمل آمالا جديدة. وفي ختام كلمته حث بندكتس السادس عشر الكوبيين على إنعاش الإيمان وانتهال القوة منه لبناء مستقبل أفضل.








All the contents on this site are copyrighted ©.