2012-03-17 16:24:52

السفير البابوي في دمشق: مسيحيو سورية مدعوون لبناء جسور المصالحة والدفاع عن المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها العقيدة الاجتماعية للكنيسة


في مقابلة أجرتها معه وكالة آسيا نيوز للأنباء قال السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري إن سورية تشهد حاليا مسيرة تاريخية جديدة وقد وصلت إلى نقطة الـ"لا عودة" وقال: على المسيحيين ألا يفوتوا على أنفسهم هذا الموعد مع التاريخ، إنهم مدعوون لبناء جسور من المصالحة والدفاع عن المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، ألا وهي: الكرامة البشرية، نبذ العنف، المساواة بين الرجل والمرأة، الدفاع عن الحريات الأساسية لاسيما حرية الضمير وحرية المعتقد والفصل بين الدين والدولة.

وتابع الدبلوماسي الفاتيكاني يقول: من الأهمية بمكان ألا يقف المسيحيون موقف المتفرج إزاء ما يجري في سورية. وتحدث السفير البابوي في دمشق عن أعمال بطولية قام بها العديد من الكهنة الكاثوليك الذين قرروا البقاء في مدينة حمص على الرغم من القصف وأعمال العنف.

وإذ عبر المطران زيناري عن حزنه وألمه الشديدين إزاء حادث السير المأساوي الذي أودى بحياة اثنين وعشرين طفلا في سويسرا هذا الأسبوع، قال إن ما بين ثمانمائة وتسعمائة طفل قُتلوا في سورية منذ بداية أعمال العنف وقد أصيب العديد منهم بطلقات نارية في الرأس والصدر أطلقها أشخاص غرباء. لذا من الضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي ويطبق العدالة.

قال السفير البابوي في دمشق: "من الأهمية بمكان أن يبذل الطرفان مزيدا من الجهود لإعادة بناء الحوار" لافتا إلى أن الهوة تتسع بينهما يوما بعد يوم. وأعرب عن أمله بأن تأتي الجهود التي تقوم بها الجماعة الدولية بنتائج مثمرة لكنه لم يخف تشاؤمه حيال الوضع.

هذا وذكر المطران زيناري بما قاله البابا بندكتس السادس عشر خلال تسلمه أوراق اعتماد سفير سورية الجديد لدى الكرسي الرسولي في التاسع من حزيران يونيو الماضي عندما لفت إلى العلاقات المثالية القائمة بين المسيحيين والمسلمين في سورية. وأشار إلى أنه عندما قدم أوراق اعتماده للرئيس السوري لثلاث سنوات خلت، راح بشار الأسد يتحدث بشكل مسهب عن الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها المسيحيون في المجتمع السوري. وتبين أنه ينظر بأعين التقدير إلى المسيحيين في سورية.

ولفت المطران زيناري إلى أن المسيحيين في سورية يعيشون بسلام ووئام مع العلويين والسنة والدروز، مؤكدا أنه خلال المصادمات وأعمال العنف التي شهدتها البلاد لم تتعرض قط أي كنيسة للأذى. ورد على من يقول إن المسيحيين في سورية سيواجهون المصير نفسه لمسيحيي العراق فقال: هذا ليس صحيحا، فسورية ليست العراق وليست مصر. البلد لديه ميزاته الخاصة، وهو مطبوع بالتسامح. وختم السفير البابوي حديثه مذكرا بأن السينودس الخاص بالشرق الأوسط حث الأساقفة والمؤمنين على الشهادة لإيمانهم والعمل معا من أجل بناء "مدينة الإنسان" بالتعاون مع الآخرين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.