2012-03-09 15:10:06

البابا يلتقي مجموعة من أساقفة الولايات المتحدة في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان مجموعة من أساقفة الولايات المتحدة الأمريكية في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية. تطرق البابا في كلمته إلى المخاطر المحدقة بالحريات الدينية وحرية الضمير والعبادة وهي موضوعات ينبغي معالجتها بصورة طارئة. وتابع يقول: أود أن أتناول مسألة أخرى أثرتموها خلال زيارتي الرسولية إلى الولايات المتحدة، ألا وهي الأزمة التي يعاني منها الزواج والعائلة بالإضافة إلى النظرة المسيحية للجنس.

ذكّر البابا الأساقفة الأمريكيين بكلمات سلفه البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني الذي أكد أن مستقبل الأسرة البشرية يمر عبر العائلة لذا إنها مسألة بالغة الأهمية تتطلب من رعاة الكنيسة التزاما كاملا. الزواج والعائلة هما مؤسستان تتطلبان الحماية إزاء محاولات النيل منهما وتشويه صورتهما ومفهومهما.

لفت بندكتس السدس عشر إلى التيارات السياسية والثقافية الساعية إلى تغيير مفهوم الزواج كما يحدده القانون. ومن هذا المنطلق تعمل الكنيسة جاهدة على الدفاع عن الزواج كمؤسسة طبيعية متجذرة بتكامل الجنسين وموجهة نحو المشاركة في عملية الخلق. وهي مسألة تصب في صالح الأسرة البشرية كلها.

بعدها سطر البابا ضرورة إعادة النظر في برامج الإعداد للزواج كي تتلاءم أكثر من متطلبات وتحديات العصر لافتا إلى انتشار ظاهرة المساكنة بين الرجل والمرأة وهي خطيئة كبيرة، وتعرض للخطر استقرار المجتمع. وأثنى بندكتس على الجهود التي تبذلها الكنيسة المحلية في مجال الدفاع عن قيمة الزواج لافتا أيضا إلى المبادرات العديدة التي أطلقتها الأبرشيات والرعايا والمؤسسات والحركات الكنسية بهدف تقديم الدعم والمساعدة للأزواج والعائلات التي تواجه شتى أنواع الصعوبات.

أكد البابا أن الأشخاص يحتاجون إلى دعم الكنيسة لاسيما عندما يسعون إلى اتخاذ خيارات صعبة ومقررة لحياتهم. وأشار إلى ضرورة أن تعي الأجيال الناشئة أهمية ومعنى عيش العفة، وفي عالم غالبا ما يسخر من هذا البعد من التعليم المسيحي علينا أن نؤكد للشبان والشابات أنه إذا سمحنا للمسيح بأن يدخل حياتنا لا نخسر شيئا على الإطلاق من الأمور التي تجعل الحياة حرة، جميلة وعظيمة، وهي الكلمات التي قالها البابا في الرابع والعشرين من أبريل نيسان 2005 في قداس افتتاح حبريته.

ختم بندكتس السادس عشر حديثه إلى الأساقفة الأمريكيين مؤكدا أن الجهود التي تبذلها الكنيسة في هذا الإطار تصب في صالح الأطفال الذين من حقهم أن ينموا في إطار علاقات سليمة بين الأشخاص. الأطفال هم الكنز الأثمن، إنهم مستقبل كل مجتمع. والاعتناء بهم يعني الإقرار بمسؤولية الدفاع عن القيم الخلقية وعيشها ونقلها للآخرين.

هذا ثم تمنى البابا للكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة ـ وعلى الرغم مما حصل في العقود الماضية ـ أن تحافظ على رسالتها التربوية التاريخية وتساهم بالتالي في تعزيز الحياة العائلية السليمة التي هي الضمانة الأساسية للتضامن بين الأجيال ولخير المجتمع ككل.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.