2012-03-04 12:36:39

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي


تلا البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم كعادته كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: في هذا الأحد الثاني من زمن الصوم نحتفل بعيد تجلي الرب. بعد أن دعتنا الليتورجية إلى إتباع يسوع في البرية لنتمكن من مواجهة التجارب معه والتغلب عليها تقترح علينا اليوم الصعود معه إلى جبل الصلاة لنتأمل بنور الله الذي يشع في وجه المسيح البشري ونصغي إلى صوت الآب السماوي الذي يشهد له ويطلب منها أن نصغي إليه.

تابع البابا يقول: يجب ألا نفصل سر التجلي عن إطار المسيرة التي يجتازها يسوع. لقد قرر السير قدما والقيام برسالته وهو يعلم جيدا أنه بغية الوصول إلى القيامة عليه أن يتألم ويموت على خشبة الصليب. وقد حدث تلامذته عن هذا الأمر الذي لم يفهموا معنى هذا الكلام بل على العكس، لقد رفضوه لأنهم لا يفكرون بمنطق الله بل بمنطق البشر. لهذا السبب اصطحب يسوع ثلاثة منهم إلى الجبل وأظهر لهم مجده الإلهي، الذي يشع حقيقة ومحبة. أراد يسوع أن يضيء هذا النور قلوبهم عندما سيجتازون ظلمة آلامه وموته الحالكة. الله نور، وأراد يسوع أن يسمح لأصدقائه الحميمين باختبار هذا النور، الذي يشع منه. هكذا بعد هذا الحدث أصبح المسيح نورا داخليا في قلب الرسل، قادرا على حمايتهم من الظلمات. حتى في ظلمة الليل الحالكة يبقى يسوع المصباح الذي لا ينطفئ أبدا.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، كلنا نحتاج إلى النور الداخلي لتخطي تجارب الحياة. هذا النور ينبع من الله والمسيح هو من يمنحنا إياه. فلنصعد مع يسوع إلى جبل الصلاة ولنتأمل بوجهه المفعم بالمحبة والحقيقة لنمتلئ من نوره. ولنطلب إلى العذراء مريم، التي تقود خطانا على درب الإيمان، أن تساعدنا على عيش هذه الخبرة في زمن الصوم، وعلى خلق فسحة من وقتنا للصلاة والصامتة والتأمل بكلمة الله.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.