رسالة الصوم 2012 للبطريرك الماروني: الصوم الكبير زمن التغيير

صدرت اليوم الجمعة رسالة الصوم 2012 للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كتب فيها أن الصوم زمن التغيير في اتجاهات ثلاثة: التغيير في العلاقة مع الله بالصلاة والتوبة لاستعادة بهاء البنوة الإلهية؛ التغيير في العلاقة مع الذات بالصوم والإماتة بهدف التحرر من كل ما يعيب هذه البنوة وصورة الله فينا، ومن أجل تدريب الإرادة على كبح الأميال والغرائز المنحرفة والسيطرة على الذات؛ والتغيير في العلاقة مع كل إنسان، ولاسيما مع ذوي الحاجة، بأعمال المحبة والرحمة والتصدق، بغية ترميم الأخوة الشاملة. ومن شأن هذا التغيير المثلث ـ قال البطريرك الراعي ـ أن يُدخلنا في عمق سر الشركة والمحبة، ولا بد من أن ننزع منا أنماط الحياة العتيقة بالتقشف والتوبة، كما فعلت الطبيعة في فصل الشتاء، وأن نلبس ثوب الحياة الجديدة على مستوى التفكير والرؤية، والأفعال والمسلك.

أضاف البطريرك الماروني في رسالته أن وسائل هذا التغيير ثلاثة: الصلاة والصوم والصدقة، وهي متكاملة وغير منفصلة، وأكد أن المسيح يسوع هو الذي يجري التغيير بكلمته ونعمته وقدرة روحه القدوس، ويبلغ بالتوبة إلى أهدافها وثمارها، وأشار إلى أن كل أناجيل آحاد الصوم تقدّم لنا نماذج التغيير الذي حققه المسيح، بفيض من حبه ورحمته للإنسان، وكطبيب للأرواح والأجساد، كما وشجع كل المبادرات التعبيرية عن المحبة الاجتماعية عملا بروح "الصدقة الإنجيلية"، والرحمة النابعة من قلب الله "الغني بالمراحم". ونظرا للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، ولحالة الفقر الآخذة بالاتساع، شدد البطريرك الراعي على ضرورة الالتزام بالمحبة الاجتماعية، حسب تعليم الكنيسة الاجتماعي.

وفي إشارة أيضا لإعلان الكنيسة في لبنان 2012 سنة الكتاب المقدس عملا بتوصية من جمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط في تشرين الأول أكتوبر من عام 2010، قال البطريرك الماروني: نرغب مع الأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات تفعيل هذه السنة وخاصة في رياضات الصوم، داعيا جميع المؤمنين للمشاركة فيها، كما وذكر بدعوة البابا بندكتس السادس عشر في رسالته لزمن الصوم "لينتبه بعضنا إلى بعض لكي نحض بعضنا بعضا على المحبة والأعمال الصالحة" وقال إن الاهتمام بالآخر والتبادل في عمل الخير إنما يهدفان إلى أن نشجع بعضنا بعضا على محبة فاعلة ومتنامية.