2012-02-01 16:02:25

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن صلاة يسوع في جتسمانية


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: أخوتي وأخواتي إن لصلاة يسوع في جتسمانيّة، في بستان الزيتون طابعا خاصا. فبحسب الأناجيل بدا أن يسوع لا يريد أن يبقى وحيدا، إذ دعا ثلاثة من تلاميذه هم بطرس ويعقوب ويوحنا ومضى بهم كما على جبل التجلي. يخبرنا مرقس الإنجيلي:"ثم مضى ببطرس ويعقوب ويوحنا، وجعل يشعر بالرهبة والكآبة. فقال لهم: نفسي حزينةٌ حتى الموت. أمكثوا هنا واسهروا" (مرقس 14، 33-34) هو طلب تضامن وقرب في الصلاة، ودعوة لكل تلميذ لإتّباعه على درب الصليب، في هذه الساعة التي فيها سيتمّم يسوع حتى النهاية مشيئة أبيه.

مضى البابا يقول: بترداده آية من المزمور الثالث والأربعين، يعلن يسوع "نفسي حزينة حتى الموت!" مذكرا بما واجه مرسلو الله في العهد القديم من عدائية ورفض واضطهاد خلال رسالتهم. لقد حمل موسى وإيليا بمشقة وتعب عبء الشعب الذي كان عليهما أن يقوداه كما يخبرنا سفر العدد إذ قال موسى لله:"لا أُطيق أن أحمل هذا الشعب كلَّه وحدي، لأنه ثقيل عليّ. والآن إن كنت فاعلا بي هكذا فاقتلني، أسألك، اقتلني إن نلتُ حظوةً في عينيك، ولا أرى بليَّتي" (عدد 11، 14-15). وكما نقرأ في سفر الملوك الأوّل عندما تقدّم إيليا في البرية مسيرة يوم، "حتى جاء وجلس تحت رَتَمَة، والتمس الموت لنفسه وقال: حسبي الآن يا رب، فخذ نفسي، فإني لست خيرا من آبائي" (1 ملوك 19، 4).

لقد عرف يسوع الوحدة والقلق في تلك "الساعة" ملخصا بذلك خوف الإنسان أمام الموت. فالكلمات التي نقلها إلينا الإنجيلي مرقس تُظهر محبة يسوع لأبيه إذ يدعوه "أبّا!" ولإدراكه قدرة الله، طلب يسوع أن تُصرف عنه هذه الكأس، لكنه وقبل كل شيء، أتم بالكامل مشيئة الآب:"ثم أبعد قليلا ووقع إلى الأرض يصلي لتبتعدَ عنه الساعة، إن أمكن الأمر، قال: أبا، يا أبتِ، إنك على كلّ شيءٍ قدير، فاصرف عني هذه الكأس. ولكن لا ما أنا أشاء، بل ما أنت تشاء" (مرقس 14، 35-36).

وخلص البابا إلى القول: بطاعته أعاد يسوع الإرادة البشرية التي أبعدتها الخطيئة عن الله إلى "النعم" الكاملة لله. فلنثق أكثر بالعناية الإلهية، ولنطلب من الله أن يعطينا القوة لنخرج من ذاتنا ونجدد قول "النعم" ونردد له "لتكن مشيئتك" لتكن هذه صلاتنا اليوميّة إذ أنه ليس من السهل علينا دائما أن نسلّم ذواتنا لمشيئة الله على مثال يسوع ومريم، فلنطلب إذا من الله أن نكون قادرين على السهر للصلاة معه، ونتّبع مشيئته يوما بعد يوم بالرغم من الصليب، ونعيش دوما علاقة عميقة مع الرب ونحمل على هذه "الأرض" قليلا من "سماء" الله. 

وفي الختام حيا البابا الشباب والمرضى والمتزوجين الجدد، وقال إن القديس يوحنا بوسكو الذي احتفلت الكنيسة أمس بتذكاره، يقودنا لنفهم أهمّية تربية الأجيال الجديدة على القيم الحقيقية الإنسانية والروحية للحياة، وطلب للشباب حماية هذا القديس الخاصة ليجدوا دائما مربين حكماء ومرشدين أمناء.








All the contents on this site are copyrighted ©.