2012-01-15 15:59:24

في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي البابا بندكتس السادس عشر يذكر بأن المهاجرين ليسوا أرقاما بل هم أشخاص يبحثون عن مكان ليعيشوا بسلام


تحدث البابا بندكتس السادس عشر في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد عن الاحتفال باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ، وقال: ملايين الأشخاص معنيون بظاهرة الهجرات، لكنهم ليسوا أرقاما! إنهم رجال ونساء، أطفال، شباب ومسنون يبحثون عن مكان ليعيشوا بسلام، وأضاف: في رسالتي لليوم العالمي للهجرات، أردت لفت الانتباه لموضوع "الهجرات والكرازة الجديدة" والتذكير بأن المهاجرين هم أيضا محرّكو إعلان الإنجيل في العالم المعاصر. ودعا الأب الأقدس لنكون شهودا حقيقيين للإنجيل من خلال عيش التضامن والمحبة المسيحية ليس في الصلاة فقط إنما في الأعمال أيضا.

كما وذكّر البابا في كلمته بالاحتفال بأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين من الثامن عشر وحتى الخامس والعشرين من الجاري، وقال: أدعو الجميع، على الصعيد الشخصي والجماعي، للاتحاد روحيا في رفع الصلاة لله من أجل عطية الوحدة الكاملة بين تلاميذ المسيح.

هذا وكان بندكتس السادس عشر قد تحدث في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج، غصت بهم ساحة القديس بطرس تحت أشعة شمس دافئة، تحدث عن موضوع الدعوة في القراءات البيبلية لهذا الأحد: في الإنجيل، دعوة يسوع لتلاميذه الأوائل، وفي القراءة الأولى دعوة النبي صموئيل.

أشار الأب الأقدس إلى أهمية الشخصية التي تلعب دور الوسيط، لمساعدة الأشخاص المدعوين للتعرف على صوت الله وإتباعه، وأضاف: في حالة صموئيل، الوسيط هو عالي، كاهن هيكل شيلو. في إحدى الليالي سمع صموئيل الذي كان صبيّا، ويعيش منذ صغره في خدمة الهيكل، ثلاث مرات متتالية دعوة وهو نائم، فأسرع إلى عالي. ولكن لم يكن هو من دعاه. وفي المرة الثالثة، أدرك عالي وقال لصموئيل:"إن دعاك أيضا، فقل: تكلّم يا رب، فإن عبدك يسمع". وهكذا حصل، وتعلم إذ ذاك صموئيل أن يتعرف على كلمة الله. أما في حالة تلاميذ يسوع، تابع البابا كلمته، فإن الوسيط هو يوحنا المعمدان. فبالفعل، كان ليوحنا عدد كبير من التلاميذ بينهم سمعان وأخوه أندراوس، يوحنا وأخوه يعقوب. ولاثنين منهم دل المعمدان على يسوع قائلا "هوذا حمل الله!" أي المسيح. فتبعا يسوع وبقيا معه وأدركا حقا أنه المسيح. وأخبرا الآخرين بذلك فورا، وهكذا تكونت جماعة الرسل الأولى.

وأضاف الأب الأقدس مشددا على أهمية دور المرشد الروحي في مسيرة الإيمان، لاسيما في الإجابة على الدعوة للتكرس الخاص في خدمة الله وشعبه. فالإيمان المسيحي بحد ذاته يفترض الإعلان والشهادة، ويرتكز بالفعل للانضمام للبشرى السارة بأن يسوع الناصري مات وقام وهو الله. وهكذا أيضا الدعوة لإتباع يسوع أكثر عن قرب من خلال التخلي عن تكوين عائلة خاصة وتكريس الذات لعائلة الكنيسة الكبيرة تمرّ عبر شهادة "أخ أكبر" يكون كاهنا عادة، وبدون نسيان أهمية دور الوالدين، الذين من خلال إيمانهم الفرح ومحبتهم الزوجية يظهرون للأبناء جمال وإمكانية بناء الحياة كلها على محبة الله.

في الختام دعا بندكتس السادس عشر المؤمنين لرفع الصلاة للطوباوية مريم العذراء، من أجل المربين لاسيما الكهنة والوالدين، كي يدركوا تماما أهمية دورهم الروحي في تعزيز النمو الإنساني لدى الشباب، والإجابة أيضا على دعوة الله بالقول:"تكلم يا رب، فإن عبدك يسمع".








All the contents on this site are copyrighted ©.