البابا يستقبل قادة وأعضاء قسم الشرطة الإيطالية المولجين بحماية دولة حاضرة الفاتيكان لتبادل التهاني بحلول العام الجديد

 

استقبل البابا بندكتس السادس عشر ظهر الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي قادة وأعضاء قسم الشرطة الإيطالية المولجين بحماية دولة حاضرة الفاتيكان كما جرت العادة لتبادل التهاني بحلول العام الجديد. وجه البابا لضيوفه تحية أعرب فيها عن امتنانه الكبير للخدمة التي يقومون بها إذ يوفرون الحماية لدولة الفاتيكان وساكنيها وزوارها، لافتا إلى أن ضمان الأمن في منطقة يقصدها هذا العدد الكبير من الحجاج والسياح ليس بالأمر السهل.

أكد البابا أن كرسي بطرس يشكل مركز المسيحية ولذا يرغب الكاثوليك حول العالم بالمجيء ولو لمرة واحدة في حياتهم إلى الفاتيكان للصلاة على ضريحي الرسولين بطرس وبولس. وأشار إلى أن هذا العدد الكبير من السياح يشكل مصدر غنى لروما وإيطاليا. وتمنى البابا لضيوفه أن يتقوى إيمانهم وأن يواجهوا الحياة بتصرفات تليق بكل مسيحي أصيل ومواطن ناضج.

تابع البابا يقول إن العام الذي انتهى لتوه طُبع وللأسف بأعمال عنف وانعدام التسامح. وفي مختلف أنحاء العالم ذرف مسيحيون كثر دماءهم ثمنا لانتمائهم للمسيح والكنيسة. وتابع بندكتس السادس عشر يقول: في رسالتي لمناسبة اليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني يناير الجاري أردت أن أسطر أهمية تربية الأجيال الناشئة على العدالة والسلام.

ذكّر البابا ضيوفه بأن العدالة هي فضيلة توجه الإرادة البشرية لأنها تعطي للآخر ما يستحقه. وفي الوقت نفسه السلام ليس غياب الحرب وحسب أو نتيجة عمل البشر لتفادي وقوعها. فالسلام قبل كل شيء هو عطية من عند الله، والسلام الحقيقي هو بمثابة بناء يُشيد يوميا بفضل مساهمة الجميع في تعزيز ركائز التعاطف والتضامن والأخوة في المجتمع. السلام مرتبط ارتباطا وثيقا بالعدالة ـ التي تحركها الحقيقة في المحبة ـ ويمكن لكل إنسان أن يحققها بدءا من بيئة العمل والعائلة وعلاقات الصداقة.

وفي ختام كلمته دعا بندكتس السادس عشر ضيوفه للعمل على تعزيز العدالة على الدوام وعلى أن يكونوا بناة سلام حقيقيين. وقال: لنرفع الصلاة إلى والدة الله، ملكة السلام، كي تعضد نشاطاتنا بشفاعتها الوالدية. إليها نكل العام 2012 كي يطغى عليه الاحترام المتبادل والخير العام. وتمنى البابا ألا تحصل بعد اليوم أعمال عنف باسم الله، ضامن العدالة والسلام.