2012-01-06 14:52:07

البابا يترأس قداسا إلهيا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة عيد الدنح ويعلن عن عقد كونسيستوار يعين خلاله 22 كاردينالا جديدا


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة قداسا إلهيا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة عيد الدنح منح خلاله السيامة الأسقفية للسفير البابوي الجديد في أيرلندا، شارلز جون براون والسفير الجديد في جورجيا وأرمينيا ماريك سولزينسكي.

ألقى الحبر الأعظم عظة توقف فيها عند المجوس الذين قدموا إلى بيت لحم ليسجدوا للمخلص. كانت قلوب المجوس مضطربة ولا يكتفون بما يرون إذ كانوا يبحثون عن الله. وكانوا أيضا أشخاصا متواضعين وجريئين. تحملوا مشقة السفر بحثا عن الحقيقة.

ودعا البابا الأساقفة إلى الاقتداء بمثل المجوس، أي أن يكونوا رجالا لا يكتفون بما هو اعتيادي بل تحركهم الرغبة في الاقتراب أكثر فأكثر من الله، والبحث عن وجهه والتعرف عليه بشكل أعمق. على الأسقف أن يتحلى بالتواضع ليسجد بدوره أمام هذا الإله الذي تجسد وحل بيننا.

وسطر البابا ضرورة ألا يفقد الأسقف اتصاله مع الله من خلال الصلاة. لأن من يعرف الله جيدا قادر وحده على قيادة الآخرين باتجاهه، مذكرا الجميع بأن الله ينتظرنا ويبحث عنا. وعلى غرار المجوس ـ مضى بندكتس السادس عشر إلى القول ـ ينبغي أن يصبح الأساقفة "نجوم الله بالنسبة للبشر" أي أن يقودوا الأشخاص على الطريق المؤدية إلى النور، إلى يسوع المسيح.

في أعقاب القداس الإلهي، أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. قال البابا: إن عيد الدنح هو عيد قديم جدا يستمد جذوره من الشرق المسيحي ويسلط الضوء على سر ظهور يسوح المسيح لجميع الشعوب الممثلة بملوك المجوس الذين جاؤوا ليعبدوا ملك اليهود بعد أن أبصر النور في بيت لحم، هذا النور الجديد الذي سطع ليلة الميلاد ويُشرق اليوم على العالم كله تماما كالنجم الذي قاد المجوس إلى بيت لحم. يسوع المسيح هو نور الأمم، وقد قال: أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام بل ينال نور الحياة" (يوحنا 8، 12). يسوع هو الشمس التي أشرقت في أفق البشرية لتنير كيان كل واحد منا ولتقودنا باتجاه هدف حجنا أي نحو أرض الحرية والسلام حيث نعيش إلى الأبد بشراكة تامة مع الله ومع بعضنا البعض.

تابع البابا مستشهدا بكلمات النبي أشعيا وقال إن عالم اليوم وعلى الرغم من كل ما يملك من موارد ليس قادرا على إعطاء البشرية النور الكفيل بتوجيه مسيرتها، لكن الكنيسة ـ قال بندكتس السادس عشر ـ وبفضل كلمة الله قادرة على النظر من خلال الضباب. لا تملك حلولا تقنية لكنها تُبقي نظرها موجها نحو الهدف وتقدّم نور الإنجيل لجميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة مهما كانت انتماءاتهم القومية والثقافية.

بعدها ذكر البابا بأنه منح صباح اليوم خلال القداس الإلهي السيامة الأسقفية لسفيرين بابويين جديدين، موكلا إلى شفاعة العذراء مريم خدمتهما وعمل الكنيسة التبشيري. هذا ثم أعلن بندكتس السادس عشر أنه سيعقد كونسيستوارا في الثامن عشر من شباط فبراير المقبل يقيم خلاله اثنين وعشرين كاردينالا جديدا وهم:

فرناندو فيلوني، مانويل مونتيرو دي كاسترو، سانتوس أبريل إي كاستيلو، أنطونيو ماريا فيليو (رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين)، جوزيبيه بيرتيلو، فرنشيسكو كوكوبالمييرو، جواو براز دي أفيز، إدوين فردريك أوبراين، دومينيكو كالكانيو، جوزيبيه فيرسالدي، جورج ألينشيري، توماس كريستوفر كولينز (رئيس أساقفة تورونتو)، دومينيك دوكا (رئيس أساقفة براغ)، وليام جاكوبوس إيجيك (رئيس أساقفة أوتريخت)، جوزيبيه بيتوري (رئيس أساقفة فلورنسا)، تيموتي مايكل دولان (رئيس أساقفة نيويورك)، رينر ماريا ولكي (رئيس أساقفة برلين)، جون تونغ هون (أسقف هونغ كونغ)، لوسيان موريسان، جوليان رييس، بروسبر غريك وكارل بيكر.

وفي الختام قال البابا إن هؤلاء الكرادلة قادمون من مختلف دول العالم سائلا المؤمنين الصلاة على نيتهم، وطلب شفاعة العذراء مريم كي يتمكنوا من الشهادة بشجاعة وتفان لمحبتهم ليسوع المسيح وكنيسته.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.