2011-12-23 16:31:33

ميلاد أطفال أفريقيا


سيختلف دون شك احتفال الكثير من أطفال أفريقيا بعيد الميلاد هذا العام، فذاكرتهم تختزن صورة البابا خلال زيارته الشهر الماضي إلى بنين والمقابلة الخاصة والفريدة التي خصصها للأطفال، وهي الأولى في حبرية بندكتس السادس عشر.

أهدى "بابا نويل" المتميز هذا، ذو الملابس البيضاء مسبحة الورديّة لأطفال كوتونو ودعاهم إلى حياة الصلاة شهادة للإيمان على مثال "يسوع أخينا" تشبّها بالطفل الأفريقي: القديس كيزيتو الشهيد الأوغندي.

وفي استقبالهم للبابا وترحيبهم به، لم ينس أطفال كوتونو أقرانهم الذين لن يتمكنوا من الاحتفال بعيد الميلاد في أجواء من السكينة واحترام الكرامة الإنسانية، لم ينسوا رفاق طفولتهم ضحايا مجتمع أناني، هؤلاء الصغار الذين يعيشون في صمت "استشهادا يوميا"، أطفال جنود وآخرون يُستغلون للكسب، جياع يتعرضون لمعاملة سيئة، مرضى ويتامى، مهمشون، مرفوضون، وقتلى.

نتمنى في هذا الميلاد أن يتجدّد موقف عالم البالغين تجاه الأطفال بنور الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "التزام أفريقيا" من أجل صحوة الضمائر في دعوة للتوبة والتغيير والابتعاد عن توجهات ونزعات عصرنا السلبية العديدة. وتنطلق هذه الدعوة من الأطفال الذين يعيشون ببراءة وطيبة نفس والذين لهم أُعطي ملكوت الله. وعنهم تحدث الطوباوي يوحنا بولس الثاني عام 2004 حين قال: "يطلق أخوتنا الصغار الذين يعانون من الجوع والحروب والأمراض إلى عالم البالغين نداء ألم، فلنعمل كي تُسمع صرختهم الصامتة هذه".

استعدادا للاحتفال بعيد الميلاد، على ذوي النوايا الطيبة جميعا الاستجابة للإرشاد الرسولي. يجب مرافقة الأطفال المسيحيين للعيش بشكل يتماشى مع سر العماد، وأن يتقاسموا مع أقرانهم تجربة الحياة والإيمان، أن يهبوا الأطفال الآخرين جزءا من تلك المحبة التي يحصلون عليها من الله من خلال الصلاة. فليكن مثلا لهم أصغر شهداء أوغندا، كيزيتو، الذي عمده القديس تشارلز لوانغا في الخامس والعشرين من أيار مايو عام 1886 وكان دعما له في مسيرة إيمانه فقال: "إذا كان علينا الموت من أجل يسوع فلنفعل هذا معا، يدا بيد".

مات كيزيتو شهيدا في الثالث عشر من حزيران يونيو عام 1886 في ناموغونغو وكانت هذه كلماته الأخيرة: "إلى اللقاء أيها الأصدقاء، فلنستمر في السير"، وهذه هي الدعوة الموجهة إلى أطفال أفريقيا، الشعور بالمشاركة في مسيرة ملتزمين بعمل الخير انطلاقا من إيمانهم.

يحتاج العدد الكبير من الأطفال، في أفريقيا والعالم، والذين يعيشون في ظروف صعبة أكثر من غيرهم إلى الدعم في مسيرتهم للتقرب من الله على مثال كيزيتو الذي رافقه القديس تشارلز لوانغا حتى لحظة الاستشهاد.

 

بقلم ماري جوزيه مواندو بوابوالو

إذاعة الفاتيكان القسم الفرنسي لأفريقيا.








All the contents on this site are copyrighted ©.