2011-12-19 13:50:38

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أمام المشاركين في أعمال الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية. أشار سيادته إلى أن العالم يواجه اليوم خطر الوقوع في كساد اقتصادي يؤدي إلى إطالة الأزمة الراهنة وارتفاع معدلات البطالة. وأكد أن أزمة الديون دفعت بالعديد من الدول الأوروبية إلى تطبيق سياسات ضريبية قاسية، وهي إجراءات تعاقب شرائح المجتمع الأشد ضعفا، لاسيما الشبان الرازحين تحت وطأة البطالة والفقراء المعانين من تبعات الأزمة في جميع الدول.

ذكر تومازي أن الأزمات المالية السابقة أثبتت لنا أن التجارة تشكل أداة فاعلة تسمح بتحقيق الانتعاش الاقتصادي بدون مماطلة، وحث منظمة التجارة العالمية على التعامل مع الأزمة من هذا المنظار. ولفت سيادته إلى الأسس الخلقية للتجارة معتبرا أنه لا مستقبل للاقتصاد إن لم يؤخذ في الاعتبار بعده الخلقي. وتابع يقول إن إنتاج الموارد والسلع وإدارتها يتطلبان حسا بالمسؤولية الخلقية وسعيا إلى تحقيق الخير العام، مشيرا إلى أن الاقتصاد هو اليوم بأمس الحاجة إلى نظرة خلقية ترتكز على الكائن البشري، وقادرة على أن تكون مرجعا للأجيال القادمة.

ذكّر تومازي بدعوات الكرسي الرسولي المتكررة إلى ضرورة التعمق في التفكير بمعنى الاقتصاد وأهدافه وإعادة نظر معمقة بالهيكليات المالية والتجارية لمعالجة المشاكل وسد الثغرات. ولفت إلى كلمات البابا بندكتس السادس عشر القائل إن الاعتناء بالمحتاجين لا يقتصر فقط على تقديم الخبز للجائع بل يشمل أيضا طرح تساؤلات حول الأسباب المولّدة للجوع. كما أكد تومازي أنه على الرغم من المشاكل والعراقيل التي تعترض المفاوضات ضمن منظمة التجارة العالمية يحث الكرسي الرسولي جميع الأطراف المعنية على تكثيف الجهود لإحراز تقدم وحماية المكتسبات التي تم تحقيقها حتى اليوم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.