كلمة البابا في ختام عرض فيلم وحفل موسيقي عن زمن المجيء من إعداد هيئة الإذاعة والتلفزة في بافاريا

حضر البابا بندكتس السادس عشر مساء أمس الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي فيلما وحفلا موسيقيا عن زمن المجيء من إعداد هيئة الإذاعة والتلفزة في بافاريا. في ختام العرضين الفنيَّين وجه البابا كلمة شكر فيها جميع الذين عملوا على هذا المشروع الذي يعكس التقاليد الميلادية الألمانية وأمل بأن يساهم هذا الأمر في تعزيز التبادل الثقافي بين إيطاليا وألمانيا من خلال تعرف الإيطاليين على تلك العادات والتقاليد.

بعدها قال بندكتس السادس عشر إنه يُطلق على زمن المجيء في ألمانيا اسم "الزمن الصامت". إذ إن الطبيعة تصمت والأرض يغطيها الثلج، ويتوقف عمل الفلاحين والمزارعين ليمكثوا في بيوتهم. ويتحول هذا الصمت بالنسبة للمؤمن إلى انتظار للرب وفرح حضوره فيما بيننا. لكن اليوم ـ تابع البابا يقول ـ غالبا ما يصبح زمن المجيء عكس ذلك تماما. إذ يتحول إلى زمن من الحركة الصاخبة، زمن التبادلات التجارية، والاستعدادات لعيد الميلاد وتحضير الموائد والأطباق الشهية.

على الرغم من ذلك لم تتلاشى في عالمنا المعاصر هذه التقاليد الشعبية الإيمانية بل على العكس، بدأت تتجدد! فتصبح هذه التقاليد فسحة للروح، للصمت والتأمل، فسحة مخصصة للرب في زماننا الحاضر وهذا أمر بالغ الأهمية. وينبغي أن نوجه شكرنا إلى من يعملون على إعادة إحياء هذه التقاليد: العائلات، الكنائس والجماعات التي تسعى إلى استحضار واقع الإيمان في منازلنا وفي زماننا المعاصر. ونأمل بأن تستمر هذه الجهود في المستقبل لتقودنا على الدوام صوب الرب الإله.