افتتاح أعمال الجمعية العامة للمجلس البابوي للعلمانيين. مداخلة الكاردينال ريلكو

افتُتحت أعمال الجمعية العامة للمجلس الحبري للعلمانيين أمس الخميس بمداخلة لرئيس المجلس الكاردينال ستانيسلاو ريلكو تمحورت حول تعاليم البابا بندكتس السادس عشر التي تسلط الضوء على مسألة الله لافتا إلى أن الحبر الأعظم ندد في كتاباته بنسيان الله أو تغييبه عن حياة المجتمع وأشار في أكثر من مناسبة إلى أن المشكلة التي يعاني منها زماننا الحاضر تكمن في ما سماه بـ"أزمة الله". ويؤكد البابا أنه عندما يُغيّب الله يقع الإنسان في أشكال مختلفة من العبودية، وهذا ما أثبتته الأنظمة التوتاليتارية التي قامت في القرن الماضي، لكن الكاردينال ريلكو أشار إلى وجود بذور رجاء في عالمنا اليوم تبعث على التفاؤل بالمستقبل مشيرا بنوع خاص إلى الجماعات الجديدة والحركات الكنسية.

تضمنت كلمة رئيس المجلس الحبري للعلمانيين إشارة إلى تنديد البابا بندكتس السادس عشر بدكتاتورية النسبية التي تخرق مختلف أوجه الحياة، ولفت إلى أن النسبية هي التحدي الأكبر الذي يواجهه اليوم المؤمنون بالله. ومن هذا المنطلق يدعو البابا المؤمنين إلى التفكير بعمق بعلاقتهم مع الله خصوصا وأننا نعيش في عصر يُهمش فيه الإيمان. وأكد الكاردينال ريلكو أن "أزمة الله" هذه  تولّد "أزمة للإنسان" لأن علاقة الإنسان بالله تضع الأطر لعلاقته مع نفسه ومع العالم الذي يحيط به.

تابع الكاردينال ريلكو كلمته مؤكدا أن البابا بندكتس السادس عشر مقتنع تماما بأن إنسان الألف الثالث يرغب في عيش حياة ترتكز إلى الحقيقة وإلى الحرية الأصيلة والمحبة المجانية. ويقول قداسته إن "روح الإنسان تتعطش إلى الله الحي حتى في صحراء العالم المعلمن" وينظر بعين الرجاء إلى أعمال الروح القدس داخل كنيسة زماننا التي تشهد ولادة حركات كنسية وجماعات جديدة تشكل فضاءات يلتقي فيها الإنسان مع خالقه ويترك الله يصقله، ويكتشف دعوته المسيحية التي نالها بواسطة سر العماد.

تجدر الإشارة إلى أن الجمعية العامة الخامسة والعشرين للمجلس البابوي للعلمانيين تُعقد على مدى ثلاثة أيام حول موضوع "قضية الله اليوم: ألا يتعين علينا أن ننطلق مجددا من الله؟" وهي عبارة مأخوذة من الكتاب ـ المقابلة للبابا بندكتس السادس عشر "نور العالم". يتطرق المشاركون في اللقاء إلى مسائل عدة تتعلق بدعوة ورسالة المؤمنين العلمانيين الذين يعيشون اليوم في إطار اجتماعي وثقافي غُيِّب عنه الله. كما تتناول المناقشات مسألة العلاقة بين الإيمان والعقل ووضع الإيمان في عالم اليوم بالإضافة إلى اللغة الأنسب الواجب اعتمادها لمخاطبة الإنسان المعاصر عن الله.