2011-11-19 16:16:18

بندكتس السادس عشر يلتقي أعضاء الحكومة والمؤسسات الرسمية والسلك الدبلوماسي في كوتونو


التقى البابا بندكتس السادس عشر هذا السبت في القصر الرئاسي بكوتونو أعضاء الحكومة والمؤسسات الرسمية والسلك الدبلوماسي بالإضافة إلى ممثلين عن مختلف الأديان. وجه البابا إلى الحاضرين كلمة أكد فيها أنه عندما يتكلم عن أفريقيا يربط بين هذه القارة والرجاء لافتا إلى أن هذا الأمر يعكس قناعته الشخصية وموقف الكنيسة حيال أفريقيا.

هذا وسطر بندكتس السادس عشر أهمية النظر إلى الحياة الاجتماعية السياسية والاقتصادية عندما يُنظر إلى الواقع الأفريقي، مع الأخذ في عين الاعتبار الحوار بين الأديان. ولفت إلى أن هذا الواقع يعني الكل مشيرا إلى صعوبة النظر بعين الرجاء إلى المستقبل. وأضاف قائلا: إن شعوبا كثيرة عبّرت ـ خلال الأشهر الماضية ـ عن رغبتها في الحرية، في الأمن المادي، وفي العيش بتناغم ضمن إطار التنوع العرقي والديني. وذكّر بأن القارة الأفريقية شهدت مؤخرا ولادة دولة جديدة، في إشارة إلى جمهورية جنوب السودان.

لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى الصراعات العديدة الناجمة عن رغبة الإنسان العمياء في التسلط وفي البحث عن المصالح السياسية والاقتصادية الضيقة بعيدا عن احترام كرامة الكائن البشري. أكد الحبر الأعظم أن الإنسان يطمح إلى الحرية، ويريد أن يعيش بكرامة، يطالب بالحق في التعليم والغذاء والطبابة. وأضاف أن الكائن البشري يريد من الحكام أن يفصلوا بين المصالح الخاصة والمصلحة العامة. تابع البابا أن الإنسان يريد قبل كل شيء أن ينعم بالسلام والعدالة في عالم يشهد الفضائح والظلم والفساد والجشع والكذب والعنف وهي عوامل تسبب البؤس والموت.

مضى بندكتس السادس عشر إلى القول: إن هذه الشرور كلها تصيب القارة الأفريقية وباقي أنحاء العالم. ولفت إلى أن الشعوب تريد المشاركة في صنع القرارات السياسية، مسطرا ضرورة أن يضع الحكام أنفسهم في خدمة الخير المشترك لأن هذه التطلعات المشروعة تعني جميع الدول. فالإنسان يريد أن تُحترم كرامته، وبتالي يجد المسؤولون أنفسهم أمام خيارات لم يعد بإمكانهم تفاديها.

وأطلق البابا نداء إلى جميع القادة السياسيين والاقتصاديين في أفريقيا وكافة أنحاء العالم كي لا يحرموا شعوبهم من الرجاء. وحثهم على القيام بمسؤولياتهم ضمن الأطر الأخلاقية سائلا إياهم ألا يفقدوا إيمانهم ويطلبوا من الله أن يمنحهم الرجاء. وأكد الأب الأقدس أن الكنيسة لا تسعى إلى تقديم مقترحات تقنية أو فرض حلول سياسية، لكنها تقترح رسالة رجاء على العالم وتقول للبشر: لا تخافوا! فالإنسانية لا تواجه بمفردها هذه التحديات كلها لأن الله موجود وحاضر بيننا.

وفيما يتعلق بالحوار بين الأديان توقف البابا عند الصراعات التي حصلت مؤخرا باسم الله، وقُتل خلالها أشخاص باسم من هو الحياة. ودعا إلى تعزيز التعاون بين مختلف الديانات في إطار الاحترام الكامل للتعددية الثقافية والدينية. وقال: لا يحق لأي دين أن يبرر اللجوء إلى العنف وانعدام التسامح. لفت البابا إلى الأوجه المتعددة للحوار بين الأديان، مؤكدا أن التعاون في الحقلين الاجتماعي والثقافي يساعد أتباع مختلف الديانات على العيش جنبا إلى جنب بهدوء وطمأنينة. وذّكر بندكتس السادس عشر بأن الكنيسة الكاثوليكية ومنذ أيام المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني تسعى إلى تعزيز وتوطيد علاقات الصداقة مع أتباع الديانات الأخرى. وأكد أن الحوار الذي تقترحه الكنيسة هو حوار صادق، نابع من القلب.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.