2011-11-19 15:38:21

البابا يوقع الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "التزام أفريقيا"


بعد زيارة ضريح الكردينال برنردان غاتين، توجه الأب الأقدس إلى بازيليك الحبل بلا دنس في مدينة أويده لتوقيع الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "التزام أفريقيا" بحضور عدد كبير من الأساقفة والمؤمنين. ويشكل المستند ثمرة أعمال ثاني سينودس خاص بأساقفة القارة الأفريقية، عقد في الفاتيكان عام 2009 حول موضوع "الكنيسة في أفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام ـ أنتم ملح الأرض. أنتم نور العالم".

ضمن الأب الأقدس كلمته تحية خاصة للمطران نيكولا إيتيروفيتش أمين عام سينودس الأساقفة وأعضاء المجلس الخاص من أجل أفريقيا، شاكرا الجميع على إسهامهم في جمع نتائج أعمال الجمعية السينودسية بهدف نشر الإرشاد الرسولي، وأضاف أن السينودس قد حرك الكنيسة الكاثوليكية في أفريقيا التي صلّت وتأملت وتناقشت حول موضوع المصالحة والعدل والسلام وذكّر بأنه زار ياونده، لتسليم "ورقة العمل" الخاصة بهذا السينودس لرؤساء المجالس الأسقفية، وللتعبير عن قربه من جميع سكان أفريقيا، وقال: "أعود ثانية وبفرح إلى هذه القارة، وتحديدا إلى بنين، لتسليم المستند الختامي للأعمال حيث تستعاد تأملات آباء السينودس لتقديم نظرة ملخصة مع مختلف الأوجه الرعوية".

أضاف البابا بندكتس السادس عشر يقول إن الجمعية الثانية الخاصة من أجل أفريقيا لسينودس الأساقفة استفادت من الإرشاد الرسولي ـ ما بعد السينودس "الكنيسة في أفريقيا" للبابا للطوباوي يوحنا بولس الثاني، حيث شدد بقوة على أهمية البشارة التي لا يمكن أن تنفصل عن الرقي الإنساني، وأشار في كلمته أيضا لمفهوم الكنيسة ـ عائلة الله، والثمار الروحية الكثيرة، وأكد أن الكنيسة منفتحة على التعاون مع جميع مكونات المجتمع.

وإذ ذكّر بموضوع ثاني سينودس خاص بأساقفة أفريقيا حول المصالحة والعدل والسلام، أكد الأب الأقدس أنها مواضيع هامة للعالم عموما وأفريقيا خصوصا إذ يكفي التذكير بالتوترات وأعمال العنف والحروب والمظالم التي طبعت العام الحالي وأشار البابا إلى أن الموضوع الرئيس يتعلق بالمصالحة مع الله والقريب وذكّر بهذا الصدد بكلمات القديس بولس في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس "وهذا كله من الله الذي صالحنا بالمسيح وأعطانا خدمة المصالحة".

وأضاف الأب الأقدس أن أساس هذه المصالحة يوجد في طبيعة الكنيسة نفسها التي "هي في المسيح بمثابة السر أي العلامة والأداة في الاتحاد الصميم بالله ووحدة الجنس البشري برمته" وأشار أيضا إلى أن الكنيسة في أفريقيا مدعوة إلى تعزيز العدالة والسلام وقال: "لا ينبغي التعب أبدا من البحث عن دروب السلام! فالسلام خير ثمين ولبلوغه لا بد من التحلي بشجاعة المصالحة التي تأتي من المغفرة، وإرادة إعادة بدء الحياة المشتركة، والنظرة التضامنية للمستقبل والمثابرة لتخطي المصاعب. وتطرق بهذا الصدد لمبادرات كثيرة لتعزيز العدل في أفريقيا وخير جميع سكان القارة لاسيما الأشد عوزا وحاجة للعمل والمدارس والمستشفيات.

فمن خلال المصالحة مع الله والقريب، قال بندكتس السادس عشر، يستطيع البشر العمل من أجل عدالة أكبر في كنف المجتمع.








All the contents on this site are copyrighted ©.