2011-11-19 14:54:40

البابا بندكتس السادس عشر يلتقي بالكهنة والإكليريكيين والرهبان في إكليريكية سان غال في أويدا


التقى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم بالكهنة والإكليريكيين والرهبان وحشد كبير من المؤمنين في إكليريكيّة سان غال في أويدا، ووجّه كلمة أعرب فيها عن فرحه بهذا اللقاء. قال البابا إجتماعنا اليوم يعطيني الفرصة لأعبّر لكم مباشرة عن امتناني لالتزامكم الراعوي. أشكر الله على غيرتكم بالرغم من الظروف الصعبة التي يتوجب فيها أحيانا عليكم أن تشهدوا لحبِّه. أشكره على العديد من الرجال والنساء الذين حملوا بشرى الإنجيل إلى البِنين وإلى كلّ أفريقيا.

بعد قليل سأوقع الإرشاد الرسولي لما بعد السينودوس "إلتزام أفريقيا" والذي يتمحور حول السلام والعدالة والمصالحة، هذه القيم الثلاث تأتي بمثابة مثال إنجيليّ أساسيّ لحياة كلّ معمَّد وتتطلّب قبولاً سليماً لهويتكم ككهنة وأشخاص مكرّسين ومؤمنين.

وتابع البابا قائلا:أيها الكهنة الأعزاء، إن مسؤولية تعزيز السلام والعدالة والمصالحة، هي مسؤوليتكم بطريقة خاصة. فبسرّ الكهنوت الذي نلتموه وباحتفالكم بالأسرار، أنتم مدعوون لتكونوا رجال شراكة، وكما أن البلّورة لا تحبس النور بل تعكسه وتعطيه، هكذا على الكاهن أن يعكس ما يناله وما يحتفل به. أعكسوا إذا المسيح في حياتكم من خلال شراكة حقيقيّة مع الأسقف، وطيبة حقيقيّة مع إخوتكم في الكهنوت، وبقرب عميق من كل معمَّد واهتمام كبير بكل شخص. اقتدوا بالمسيح، ولا تدعوا بعض الحقائق الزائلة التي تفرضها بعض الحضارات المعاصرة أن تستبدل جمال كهنوتكم. أدعوكم أيها الكهنة الأعزاء، ألا تقللوا من كبر النعمة الالهية التي أُعطيَت لكم والتي تؤهلكم لعيش خدمة السلام والعدالة والمصالحة.

بعدها توجّه البابا في حديثه للرهبان والراهبات فقال: أيها الرهبان والراهبات الأعزاء، إن الحياة المكرّسة إتّباع جذري ليسوع. ليكن اختياركم الحرّ للمسيح سبيلا لحب بدون حدود نحو القريب. العفّة والفقر يحرراكم لتطيعوا بغير شرط، الحب الأوحد الذي متى أمسك بكم، حملكم على نشره في كلّ مكان. لتعمّق فيكم المشورات الإنجيلية العطش لله والجوع لكلمته، فيتحولوا إلى عطش وجوع لخدمة القريب المعوز للعدالة والسلام والمصالحة.

وتابع البابا قائلا عيشوا بأمانة المشورات الإنجيلية، فتتحوّلون لإخوة وأخوات للجميع وتسيرون على طريق القداسة. لتكن جماعاتكم انعكاسا لمجد الله، ومن خلال عيشكم لمواهب رهبنياتكم بروح انفتاح على الكنيسة الجامعة، فيمكنكم أن تساهموا بالتعبير عن تناغم وغنى النعم الالهية في خدمة البشرية.

وبحديثه مع الإكليريكيين قال البابا أُشجعكم على الدخول في مدرسة المسيح لتكتسبوا الفضائل التي تساعدكم في عيش خدمة الكهنوت وفي تقديسكم، فخارج منطق القداسة كهنوتكم مجرد وظيفة اجتماعية. حياتكم المستقبليّة وقف على العلاقة الشخصية بالله بواسطة يسوع المسيح، على تضحياتكم وعلى الاندماج الناتج لتنشئتكم الحالية، وأمام التحديات على كاهن اليوم والغد إذا أراد أن يكون شاهدا ذا مصداقيّة للسلام والعدالة والمصالحة أن يكون رجلا متواضعا ومتّزنا، حكيما وحليما. وبعد 60 عاما من الحياة الكهنوتية، أستطيع أن أقول لكم إنكم لن تندموا على ما تحصّلوه من كنوز فكرية، روحيّة وراعوية خلال فترة تنشئتكم.

بعدها توجه البابا للعلمانيين قائلا أنتم مدعوون لتكونوا ملح الأرض ونور العالم في قلب واقع الحياة اليوميّة، لذا أدعوكم لتجديد التزامكم بالعدالة والسلام والمصالحة. هذه رسالة تتطلّب أوّلا إيمانا بالعائلة المبنيّة بحسب مخطط الله وأمانة لجوهر الزواج المسيحيّ، كما تتطلّب أن تكون عائلاتكم "كنائس بيتيّة" حقيقية، لأنه بقوة الصلاة "تتحسّن وتتحوّل الحياة الفرديّة والعائلية، يغتني الحوار، يُنقل الإيمان للأبناء، وينمو فرح العيش معا وتجتمع العائلة وتتوحّد.

وتابع البابا قائلا ليملك الحب والمغفرة في عائلاتكم، فتساهموا في بناء كنيسة جميلة وقوية، وبإحلال العدالة والسلام في العالم، هذا وأشجعكم أيها الأهالي على احترام الحياة والشهادة للقيم الإنسانية والروحية أمام أولادكم، أدعو بشكل خاص أساتذة التعليم المسيحيّ ليساهموا دائما، بحزم ورجاء، في نشر الإيمان والأمانة لتعليم الكنيسة.

وخلُص البابا إلى القول في ختام لقائنا أود أن أحثّكم جميعا على التحلي بإيمان حقيقي وحي، كأساس ثابت لحياة مسيحية مقدّسة في خدمة بناء عالم جديد. وبثقة كبيرة، أعتمد على كلّ منكم كهنة ورهبانا وراهبات، إكليريكيين وعلمانيين لتُعيدوا إحياء الكنيسة. أكِلُكم إلى مريم العذراء وأستمطر عليكم وعلى عائلاتكم، على الشبيبة وعلى المرضى وابل البركات الإلهية.








All the contents on this site are copyrighted ©.