2011-11-18 16:17:23

مقابلة مع الأمين العام لسينودوس الأساقفة نيكولا إتيروفتش حول الإرشاد الرّسولي ما بعد سينودوس الأساقفة الخاص بالقارّة الأفريقيّة


في الوقت الذي يتحضّر فيه قداسة البابا بندكتس السادس عشر لتوقيع الإرشاد الرّسولي ما بعد سينودوس الأساقفة الخاص بالقارّة الأفريقيّة يوم الأحد القادم، العشرين من نوفمبر، في ملعب الصداقة في مدينة كوتونو، أجرت صحيفة الأوسرفاتوري رومانو مقابلة مع رئيس الأساقفة نيكولا إتيروفيتش، الأمين العام لسينودوس الأساقفة، تحدّث فيها عن مسيرة الكنيسة في القارّة السوداء في ضوء السينودوسَين الخاصَّين بها.

وفي تعليقه اعتبر المطران إتيروفيتش أن نشر الإرشاد الجديد هو بداية مسيرة تطبيقيّة لا حدود زمنيّة لها على أساقفة القارّة الأفريقيّة السعي لتنفيذها على مدى السنوات العشر القادمة على جميع الأصعدة اللاهوتيّة والراعويّة. فالبابا يؤكّد على أولويّة البشارة إلى الأمم وإعلان الإنجيل لجميع الذين لم يتعرّفوا بعد إلى يسوع المسيح، بالإضافة إلى تفعيلها أيضاً وسط المجتمعات من خلال الالتزام في تعزيز المصالحة والعدالة والسلام.

وفي ردٍّ على سؤال حول المشاريع التي تبغي الكنيسة وضعها حيّز التنفيذ قال أمين عام سينودوس الأساقفة إنّ هدف الجمعيّتَين العموميّتَين للأساقفة بشأن أفريقيا هو تعميق مفهوم المصالحة والعدالة والسلام. كما شدّد البابا مع جميع الآباء على أهميّة اعتبار الكنيسة عائلة الله ومكاناً للمصالحة معه ومع القريب مما يعكس تأثيراً إيجابياً على المجتمع يُترجَم بالتزام أفضل للعلمانيّين على صعيد الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والسياسيّة. فحيال العنف والحرب تقترح الكنيسة إنجيل المصالحة لوقف هذه الأحداث المأسويّة ولحمل السلام والوئام إلى قلوب المجروحين وإلى ربوع جميع الإتنيّات والدول.

وفي ردٍّ على سؤال حول التجاوب الذي يُمكن أن يلاقيه الإرشاد الرّسولي لدى سكان أفريقيا قال المطران نيكولا إتيروفيتش، إنّ الإرشاد الجديد لم يقع في تجربة الخوض في المضمار السياسي، إنما يبحث عن وسائل تنيره بقيم الإنجيل وعقيدة الكنيسة الإجتماعيّة. فالإرشاد هو موجّه بنوع خاص إلى أبناء الكنيسة الكاثوليك، أي إلى الأساقفة والكهنة والمكرّسين والمؤمنين العلمانيّين. إنّه يُذكّرهم بروعة الدعوة المسيحيّة التي تحوّلهم إلى عادلين وبناةً للسلام بحسب روح التطويبات الإنجيليّة. إنّ كل ذلك يتمّ من خلال ممارسة أسرار الكنيسة وبنوع خاص سرَّي الإعتراف والإفخارستيا، بالإضافة إلى الإصغاء الدائم لكلمة الله من أجل الانطلاق في عملها الدؤوب في مجالات التربية والصحّة ومحاربة الأميّة والحدّ من تفشّي الأمراض، كالسلّ والإيدز والملاريا. ناهيك عن تعزيز الحوار المسكوني مع الكنائس الأخرى وخصوصاً مع الكنيسة الأرثوذكسيّة الأثيوبيّة التي حضر بطريركها أبونا باولوس أعمال سينودوس الأساقفة في الفاتيكان...

وعن دور المرأة في بناء مستقبل الكنيسة والمجتمع في أفريقيا، أكّد المطران إتيروفيتش، على مبدأ المساواة في الكرامة بين الرجل والمرأة. فالبابا، قال سيادته، شدّد على الدور الأساسي والضروري للمرأة الأفريقية في الكنيسة والمجتمع من خلال حثّ الأساقفة على إعدادها روحياً وثقافياً وتحريرها من ممارسات تذلها وتُضعفها. فالنساء يساهمن في أنسنة المجتمع من خلال تربية الشبيبة ونقل قيم الإنجيل إلى قلب العائلة.

وختم المطران إتيروفيتش حديثه بالقول: إنّ الإرشاد الرسولي الجديد لا يُخفي التحديات الكبيرة التي تواجهها الكنيسة في هذه القارّة العريقة، إنما يُسلّط الضوء على المواهب والعطايا التي خصّ الخالق بها أفريقيا ، ومنها بديهيّة الإيمان بالله، وفرح العيش، والانفتاح على الحياة، وقيمة العائلة وبهجة الاحتفال بالعيد. فيسوع يقول للقارّة السوداء في هذا الإرشاد الرّسولي، كما قال لبارطيما الأعمى في الإنجيل:"إنهضي يا أفريقيا وسيري إلى الأمام"، وحده يسوع القائم من الموت هو قادرٌ على تحريرك من كلّ القوى التي تشلّ طاقاتكِ.








All the contents on this site are copyrighted ©.