2011-11-18 17:56:37

البابا بندكتس السادس عشر يزور كاتدرائيّة كوتونو


التقى البابا بندكتس السادس عشر عصر اليوم بكرادلة وأساقفة أفريقيا في كاتدرائية سيّدة الرحمة في كوتونو، ووجّه كلمة أعرب فيها عن شكره لله القدوس على هذا اللقاء، متذكرا الأسقفَين السابقَين الراقدَين في هذه الكاتدرائية المطران كريستوف أديمو والمطران إيزيدور دي سوزا، اللذَين كانا عاملَين حازمين في كرم الرب، وذكراهما لا تزال حيّة في قلوب الكاثوليك وعدد كبير من سكّان البنين، فقد كانا، كلّ على طريقته، راعيَين مليئَين بالحماس والمحبّة، وقد بذلا حياتهما دون منّةٍ في خدمة الإنجيل وشعب الله وخاصة الأشخاص الأكثر ضعفا.

قال البابا: أدعوكم اليوم للتأمّل برحمة الله اللامتناهية، فتاريخ الخلاص الذي يبدأ بتجسّد يسوع ويكتمل بالسرّ الفصحيّ، هو تعبير رائع عن هذه الرحمة. في الابن ظهر لنا حنان الله الآب الأمين لأبوّته والقادر أن ينحني على كل ابن ضال، على كل شقاء إنساني، وبالأخص على كل شقاء أخلاقي أي الخطيئة.

تابع البابا قائلا إن الرحمة الإلهية ليست مجرّد مغفرة خطايانا فقط، إنما تكمن في حقيقة أن الله الآب يود أن يقودنا في مسيرة، لا تخلو أحيانا من الحزن والألم والخوف، على طريق الحق والنور لأنّه لا يريدنا أن نهلك. بهذا تظهر أمانة الله لعهده الذي يقيمه مع كل مسيحيّ في العماد، فإذا أعدنا النظر، كلّ في تاريخه الشخصيّ وفي تاريخ البشارة في بلادنا أمكننا القول مع صاحب المزمور:"بمراحم الرب للأبد أتغنّى".

وخلص البابا إلى القول إن مريم العذراء قد خبرت عظمة سرّ الحب الإلهي وقد أعلنت ذلك في نشيدها:"ورحمته من جيل إلى جيل للذين يتّقونه"، وبالنَّعَم التي قالتها ساهمت بحلول الحب الإلهي بين البشر. لذا فهي تدعى أمُّ الرحمة لأنّها تشارك في رسالة ابنها، ونالت الامتياز لتساعدنا في أي زمان ومكان. فهي لا تزال تحصل لنا بشفاعتها على النِعَمِ التي تُؤكِّدُ خلاصَنا الأبدي. وبحبَّها الأمومي تهتمّ بأخوةِ إبنها الذين لم يُكملوا مسيرتهم الأرضيّة، وهم لا يزالون عرضةً للمخاطر والضيقات حتى يصلوا إلى الموطن السماوي. تحت ذيل حمايتها تُشفى القلوب الجريحة، وتُحبَطُ فخاخ الشرير، ويتصالح الأعداء.

بمريم لا نجد مثالا للكمال فقط، إنما نجد أيضا عضضا لتحقيق الشراكة مع الله والإخوة. أمُّ الرحمة، هي دليل أكيد لرسل ابنها الذين يريدون أن يكونوا في خدمة العدالة والمصالحة والسلام، هي تهدينا، ببساطة وبقلب أم، إلى النور الأوحد والحقيقة، إبنها يسوع المسيح الذي يقود البشريّة إلى ملئها.

فلا نخف إذا من أن ندعو بثقة تلك التي لا تنفكّ توزع النعم الإلهية على أبنائها:

"يا أم الرحمة، نحييك يا أم المُخلّص، نحييك أيتها العذراء الممجّدة، نحييك يا ملكتنا!

يا ملكة الرجاء، أظهري لنا وجه ابنك الإلهي، أهدينا على طرق القداسة، وأعطينا فرح الذين يعرفون أن يقولوا نعم لله!

يا ملكة السلام، استجيبي لطموحات الشباب الأفريقي السامية، استجيبي للقلوب العطشى للعدالة والسلام والمصالحة، استجيبي لرجاء الأطفال ضحايا الجوع والحرب!

يا ملكة العدالة، أعطينا الحب البنوي والأخوي، أعطينا أن نكون أصدقاء للفقراء والصغار، أعطي شعوب الأرض روح الأخوّة.

يا سيّدة أفريقيا، أطلبي من ابنك الشفاء للمرضى، والعزاء لمنكسري القلوب، والمغفرة للخطأة. تشفعي لأفريقيا عند ابنك الإلهي، وأعطي البشريّة جمعاء الخلاص والسلام.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.