2011-11-06 13:08:19

إنجيل القدّيس متّى: 25/ 1-13


في ذلِكَ الزَّمان: قَالَ يَسوعُ لِتَلامِيذِهِ هذا المَثَل: مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَواتِ كَمَثلِ عشر عذارى أَخَذنَ مَصابيحَهُنَّ وخَرَجنَ لِلِقاءِ العَريس، خَمسٌ مِنهُنَّ جاهِلات، وخَمسٌ عاقِلات. فأَخذَتِ الجاهِلاتُ مَصابيحَهُنَّ ولَم يَأخُذنَ معَهُنَّ زَيتًا. وأَمَّا العاقِلات، فَأَخَذنَ معَ مَصابيحِهِنَّ زَيتًا في آنِية. وأَبطَأَ العَريس، فنَعَسنَ جَميعًا ونِمْنَ. وعِندَ نِصْفِ اللَّيل، عَلا الصِّياح:"هُوذا العَريس! فَاخرُجْنَ لِلِقائِه!" فقامَ أُولِئكَ العَذارى جميعًا وهَيَّأنَ مَصابيحَهُنَّ. فَقالتِ الجاهِلاتُ لِلعاقِلات:"أَعطينَنا مِن زَيتِكُنَّ، فإِنَّ مَصابيحَنا تَنطَفِئ". فأَجابَتِ العاقِلات:"لَعَلَّه غَيرُ كافٍ لَنا ولَكُنَّ، فَالأَولى أَن تَذهَبنَ إِلى الباعَةِ وتَشْتَرينَ لَكُنَّ". وبينَما هُنَّ ذاهِباتٍ لِيَشتَرينَ، وَصَلَ العَريس، فدخَلَت مَعَه المُستَعِدَّاتُ إِلى رَدهَةِ العُرْس وأُغلِقَ الباب. وجاءَت آخِرَ الأَمرِ سائرُ العَذراى فقُلنَ:"يا ربّ، يا ربّ، اِفتَحْ لَنا". فأَجاب:"الحَقَّ أَقولُ لَكُنَّ: إِنِّي لا أَعرِفُكُنَّ!" فَاسهَروا إِذًا، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة.

للتّأمل

في إنجيل هذا الأحد، يستعمل يسوع المسيح مثلاً من واقع حياتنا اليوميّ يعلّمنا من خلاله أنّ حياة كلّ شخصٍ منّا مغامرةٌ مدهشة، تتطلّب منّا تحقيقَ مهمَّة فريدة تقودُنا في نهاية المَطاف إلى ملكوت السماوات. ولتتميم هذه المهمَّة وَضع الله في تصرُّفِنا أدواتٍ بُمتناوَل الجميع: الزيت والمصابيح. إنّما وجب علينا الاستعداد والتنبُّه لأنّنا لا نعلم اليوم ولا الساعة!

"إسهروا إذاً" يقول الربّ، فالسهر هو ثمرة الحبّ الذي لا يعرف الكَلَل: فَلنسهَرْ نحنُ أيضاً حاملين زيت الإيمان والحبّ. وكما يعلِّمنا القدّيس سيرافيم الساروفيّ، فإنَّ هذا الزيت هو نعمةُ الروح القدس التي بدونها لا يمكن أن يَخلُصَ أيُّ إنسان، لأنّ كلّ نَفس يُحييها الروح القدس تستنير بواسطة سرِّ اللهِ المقدَّس وتصبحُ مسكناً له. هذا هو الزيت الذي كان في مصابيح العذارى الحكيمات، زيتٌ يمكنه أن يحترق طويلاً، نورُه قويٌّ وواضح، يسمح بانتظار وصول العريس عند منتصف الليل والدخول معه إلى عرس الفرح الأبديّ.








All the contents on this site are copyrighted ©.