الهجرة كقضية إنسانية محور المؤتمر الوطني لمراكز دعم الحياة في إيطاليا

بدأ أمس في مدينة فلورنسا المؤتمر الوطني لمراكز دعم الحياة تحت شعار "ما من حياة غريبة عنا"، وذلك لمناقشة قضايا عديدة ترتبط بالهجرة التي غالباً ما يُنظر إليها باعتبارها مشكلة أمن عام بينما هي قضية إنسانية في المقام الأول. تحدث في بداية أعمال المؤتمر المطران برونو سكيتينو رئيس لجنة الهجرة في مجلس أساقفة إيطاليا ومؤسسة ميغرانتيس التابعة للمجلس الذي وصف حركة الهجرة بعنصر "بنيوي في المجتمع لا "إضافي".

ركز في حديثه على دور العائلة وخاصة الأمهات القادرات على امتصاص الأزمات والمشاكل واللواتي يتحولن إلى عنصر تنمية، لكنه نبه أيضا إلى أهمية تقبل الأجانب ودمجهم "بشكل منظم وبنيوي يجب أن ينطلق من اعتبار الأجنبي موردا لا فقط للاقتصاد بل أيضا لبناء روابط اجتماعية قوية وإيجابية". تطرق المطران سكيتينو بالتالي إلى قضية التحاق عائلات المهاجرين بهم وأشار إلى هجرة عائلات بكاملها ما قاد إلى تساو تقريبا في  أعداد الرجال والنساء. وتحدث هنا إلى الكثير من الأجنبيات اللواتي يعلمن برعاية المسنين في إيطاليا حتى أن هذه المهمة تقتصر عليهن اليوم.

استعرض رئيس لجنة الهجرة المصاعب التي تواجهها المرأة المهاجرة وتطرق إلى ظاهرتي الإجهاض بين الأجنبيات وممارسة أعداد كبيرة منهن للبغاء سواء بعد إجبارهن على ذلك مع التهديد، أو خداعهن بوعود عمل شريف. وختم متحدثا عن صعوبة الاندماج وعن مشكلة تفكك العائلات في حال هجرة البالغين وترك الأبناء في الوطن وما ينتج عن هذا من شعور بالوحدة لا تكفي لتخفيفه الاتصالات الهاتفية أو استرجاع الذكريات.

تظل الهجرة بالتالي تجربة صعبة على الصعيد الإنساني، ومن الإنسان الفرد يجب الانطلاق لمواجهة المشاكل العديدة المرتبطة بهذه الظاهرة التي لا يمكن إيقافها.