2011-09-04 15:12:31

البابا يتلو التبشير الملائكي من كاستل غاندولفو: مسؤولية مشتركة في مسيرة الحياة المسيحية وتوافق الصلاة


قبل تلاوة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد، تحدث البابا بندكتس الـ16 إلى المؤمنين والحجاج، الذين تجمهروا في باحة القصر الرسولي في كاستل غاندولفو، فقال البابا إن المحبة الأخوية في جماعة المؤمنين تنبع من شركة الثالوث الأقدس، كما تشير قراءات قداس اليوم الأحد، ويؤكد الرسول بولس بأن شريعة الله تجد ملئها في المحبة وفي العلاقات مع الآخرين.

أضاف البابا أن إنجيل متى الذي تلي اليوم يشدد على أن المحبة الأخوية تقتضي أيضا حسا من المسؤولية المتبادلة والمشتركة، فإذا أخطأ قريبي تجاهي، وجب عليّ التصرفُ بمحبة نحوه ومخاطبتُه شخصيا وإيضاحُ ما فعل من خطأ أم صحيح. وأكد أن هذا النوع من التصرف يدعى تصحيحا أخويا، ولا ينبع من ردة فعل على إهانة إنما تحركه المحبة نحو القريب.

ورأى البابا أن يسوع في هذا النص الإنجيلي يشير إلى تدرّج في التصحيح الأخوي في حين رفض الإنسان الاستماع لتأنيب أخيه، عندئذ يحضر شخصان أو ثلاثة لمساعدته بمثابة شهود، وإن رفض مجددا الملاحظات، تُعلَم الجماعة، وإن لم يصغِ للجماعة، فليعرفْ ساعتئذ أنه انفصل تلقائيا وطوعا عن الجماعة والكنيسة.

ولفت البابا هنا إلى أن في هذا التصرف مسؤولية مشتركة ومتبادلة في مسيرة الحياة المسيحية، فكل فرد مدعو لتقبل التصحيح الأخوي ومساعدة الغير في هذا الاتجاه. كما سطر أن اتفاق الصلاة هو أحد ثمار المحبة في الجماعة (راجع متى 18/19-20)؛ فالصلاة الفردية مهمة جدا وضرورية ولكن الرب يؤكد حضوره للجماعة المتحدة والمتفقة، لكونها تعكس واقع الله الواحد والثالوث، أي الشركة الكاملة للمحبة.

ودعا بندكتس الجماعة المسيحية إلى التمرس، إن في التصحيح الأخوي المتبادل والذي يتطلب تواضعا ووداعة القلب وإن في المواظبة على الصلاة حتى ترقى إلى الله من قلب جماعة متحدة حقا في المسيح.

وبعد التبشير الملائكي، حيا البابا افتتاح المؤتمر القرباني الوطني الـ25 الذي بدأ هذا الأحد في مدينة أنكونا الإيطالية برئاسة الكاردينال جوفاني باتيستا ري، ومنح بركته الرسولية لجميع المشاركين في هذا الحدث، مذكرا بأنه سيزور أنكونا الأحد في 11 من الجاري ليختتم أعمال المؤتمر القرباني، ويؤدي عبادة للمسيح ينبوع حياة ورجاء لكل إنسان وللعالم أجمع.

هذا وحيا البابا الحجاج البولنديين والأطفال والشباب منهم الذين يباشرون عامهم المدرسي والتعليم المسيحي، آملا أن يكون لهم زمنا للنمو "بالحكمة والقامة والنعمة أمام الله والناس" (لوقا 2/51). واستمطر نور الروح القدس وقوته على مدرّسي التعليم المسيحي لكيما يأتي التزامهم وعملهم بوفرة الثمار للقلوب الفتية.








All the contents on this site are copyrighted ©.