2011-08-19 15:27:27

لقاء الأب الأقدس مع الشباب في ساحة سيبيليس بمدريد


أكثر من خمسمائة ألف شاب وشابة من مختلف بقاع العالم غصّت بهم ساحة سيبيليس وسط العاصمة الإسبانية مساء أمس الخميس لاستقبال قداسة البابا بندكتس السادس عشر وقد تعالت هتافات الترحيب على وقع أنغام نشيد اليوم العالمي السادس والعشرين للشباب "ثابتون في الإيمان".

وفي تحيته الأولى للشباب ـ مع بداية زيارة رسولية تستغرق أربعة أيام ـ الثالثة لإسبانيا منذ بدء حبريته، عبّر الأب الأقدس عن فرحته الكبيرة بلقائهم في مدريد التي غدت اليوم أيضا ـ وكما قال ـ عاصمة شباب العالم وحيث توجّه الكنيسة جمعاء أنظارها، وأضاف: بحضوركم ومشاركتكم في الاحتفالات سيتردد صدى اسم المسيح في كل زاوية من زوايا هذه المدينة المشهورة، داعيا الشباب للصلاة كي تلقى رسالة المسيح، رسالة الرجاء والمحبة صدى أيضا في قلوب غير المؤمنين أو الذين ابتعدوا عن الكنيسة...

وضمّن الحبر الأعظم كلمته تحية شكر لرئيس المجلس البابوي للعلمانيين، الكردينال ستنيسلاو ريلكو وجميع معاونيه، ولرئيس أساقفة مدريد الكردينال أنطونيو ماريا روكو فاريلا على الجهود الكبيرة التي بذلتها أبرشيته مع باقي أبرشيات إسبانيا لتحضير هذا اليوم العالمي للشباب...

تحية شكر وجهها الأب الأقدس أيضا للسلطات المحلية على تعاونها من أجل نجاح هذا الحدث الكبير ورحّب بالأساقفة والكهنة والإكليريكيين والأشخاص المكرسين والمؤمنين الحاضرين رافعا الصلاة كيلا تنطفئ شعلة محبة المسيح في قلوبهم...

بعد الإسبانية، حيا البابا بندكتس السادس عشر الشباب بالفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، البرتغالية والبولندية وتمنى أن تساعدهم هذه الأيام الغنية بالصلاة والتعليم واللقاءات على تعزيز علاقتهم بالمسيح كما ودعاهم ليكونوا شهودا فرحين بالمسيح، اليوم وإلى الأبد، وقال: إن الكنيسة تحتاج إليكم، وأنتم تحتاجون للكنيسة، متمنيا للجميع أياما سعيدة، أيام صلاة وتوطيد العلاقة مع يسوع!

لقاء البابا بندكتس السادس عشر مساء الخميس في ساحة سيبيليس ـ الأول مع الشباب احتفالا باليوم العالمي مدريد 2011 ـ تخللته تحيات لشباب يمثلون القارات الخمس قدّموا هدايا تذكارية للأب الأقدس، وكانت هناك قراءة من إنجيل القديس متى 7، 24 ـ 27.

وفي عظته للمناسبة عاد الحبر الأعظم ليعبّر عن سروره الكبير بلقاء الشباب الحاضرين ووجه تحية حارة لجميع الذين لم يتمكّنوا من المجيء وأكد قربه بالصلاة وتوقّف عند هذا المقطع الإنجيلي حول من بنى بيته على الصخر، ومن بناه على الرمل، وشدد على أهمية قبول كلام الله والعمل به، وحث الشباب بالتالي على الإصغاء حقا لكلام الرب، فكلامه "روح وحياة"، ودعاهم أيضا ليكونوا رحماء، أطهار القلوب ومحبين للسلام...

أكد الأب الأقدس أنه عندما لا نسير إلى جانب المسيح الذي يرشدنا فإننا نتوه في طرق أخرى، تترك وراءها الفراغ ودعا الشباب للاستفادة من هذه الأيام للتعرف بشكل أفضل على المسيح وشدد هكذا على أهمية إتباع درب القداسة بجدية وقال: إن البناء على الصخر لا يجعل حياتكم صلبة ومستقرة وحسب إنما يساهم أيضا في نقل نور المسيح لأترابكم والبشرية كلها...

ودعا الأب الأقدس الشباب ليكونوا حكماء ويبنوا حياتهم على المسيح الأساس الراسخ ليكونوا سعداء حقا، وأضاف: تنتقل هكذا سعادتكم للآخرين الذين يكتشفون أن المسيح هو الصخرة التي تُبنى عليها حياتكم. هذا وأوكل بندكتس السادس عشر ثمار هذا اليوم العالمي للشباب لمريم العذراء الكلية القداسة التي عرفت أن تقول "نعم" على مشيئة الله وتعلّمنا الأمانة لابنها الإلهي.








All the contents on this site are copyrighted ©.