2011-08-15 14:33:45

البابا في عظة قداس انتقال السيدة العذراء في بلدة كاستل غاندولفو


ترأس البابا بندكتس الـ16 صباح اليوم الاثنين قداسا احتفاليا في رعية القديس توماس دا فيلانوفا البابوية في بلدة كاستل غاندولفو لمناسبة عيد انتقال السيدة مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد، وهو من أقدم الأعياد المسيحية المكرسة لمريم الفائقة القداسة.

سطر البابا في عظته رمزية تابوت العهد كعلامة حضور الله وسط شعبه كما جاء في التوراة، ورأى أن العهد الجديد يشير إلى أن تابوت العهد الحقيقي يمثله شخص حي وواقعي: هي مريم العذراء، مضيفا أن الله لا يقيم في مسكن أو مبنى بل يحل في شخص إنسان وفي القلب.

وقال البابا إن مريم هي تابوت العهد لأنها قبلت في حشاها يسوع، الكلمة الحي وفحوى مشيئة الله وحقيقته، اقتبلت في ذاتها الذي هو العهد الجديد والأبدي والذي صار لحما ودما منها. وأضاف أن مريم نالت مجدا فائقا وتدعونا جميعنا للمشاركة فيه، تدعونا لنصير بشكل متواضع تابوت عهد، تحل فيها كلمة الله المتحولة.

وتحدث بندكتس عن أبرز ما جاء في نص إنجيل زيارة مريم لنسيبتها أليصابات، فتوقف عند "إسراع" مريم التي قامت لخدمة قريبتها، وقال إن الله مستحق على الدوام الإسراع في تتميم مشيئته ومن دون تردد لأن أمور الله مستعجلة وهي بالغة الأهمية والإلحاح بالنسبة لحياتنا.

أضاف البابا أن مريم أم الله لا تحتفظ بهذا الحضور الإلهي لنفسها لكنها تهبه وتتقاسم نعمة الله، وأكد أننا نحن أيضا مستلمو هذا الحب العظيم الذي خصه الله بمريم. كما أن أم الله تشرّعنا على الرجاء وعلى غد ملؤه الفرح والغبطة وترشدنا الطريق الواجب سلوكه: قبول ابن الله بالإيمان وعدم التخلي عن صداقته لا بل الاستنارة بكلمته والاهتداء بها، واتباعه يوميا حتى في لحظات رزوحنا تحت أثقال صلباننا.

وخلص البابا إلى القول إن مريم العذراء، تابوت العهد المقيم في مزار السماء، تدلنا بوضوح تام أننا نسير نحو منزلنا الحقيقي أي شركة الفرح والسلام مع الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.