2011-07-25 15:29:34

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي


تلا البابا بندكتس السادس عشر ظهر أمس الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين غصت بهم باحة القصر الرسولي الصيفي بكاستل غندولفو. توقف البابا في كلمته عند صورة الملك سليمان في الكتاب المقدس، وهو ابن وخليفة الملك داود. وقال إن القراءة التي تقترحها علينا الليتورجيا هذا الأحد تقدم لنا صورة عن هذا الملك في بداية عهده عندما كان فتيا. ترك له والده مهمة ملزمة للغاية وأُلقيت على عاتقه مسؤوليات كبيرة بالنسبة لسنه.

يروي لنا الكتاب المقدس أن سليمان قدم الذبائح لله فظهر له الرب ووعده بمنحه كل ما ابتهله من خلال الصلاة. فلم يطلب سليمان من الله العمر المديد أو الكنوز ولم يسأله أن يقضي على أعدائه! طلب من الله أن يمنحه قلبا وديعا ليتمكن من إحلال العدل وسط شعبه ومن التمييز بين الخير والشر. واستجاب الله لطلبه فأصبح معروفا بحكمته وعدله.

القلب الوديع ـ تابع البابا يقول ـ يعني الضمير الحي الذي يتقن فن الإصغاء، يصغي إلى صوت الحقيقة، ولذا بإمكانه التمييز بين الخير والشر. طلب سليمان جاء بدافع المسؤولية الملقاة على عاتقه وهي قيادة أمة بأسرها، قيادة الشعب الذي اختاره الله ليُظهر من خلاله للعالم مخططه الخلاصي.

بعدها أشار بندكتس السادس عشر إلى أن مثال سليمان يُمكن أن يُطبق على كل واحد منا. فكل واحد منا يتمتع بضمير يجعل منه ملكا بمعنى ما ويتطلب منه صنع الأفعال الخيّرة والابتعاد عن الشر. والأشخاص المدعوون إلى تولي مناصب قيادية تُلقى على عاتقهم مسوؤليات أكبر، ما يعني بالتالي أنهم أكثر حاجة إلى عون الله. يُخطئ الإنسان عندما يطلب من الله أشياء وخدمات لنفسه فنوعية الحياة تعتمد على ضمير كل واحد منا، على قدرة كل شخص على التمييز بين الخير والشر ليسهم بالتالي في إحلال العدالة والسلام.

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال البابا: تردنا مرة جديدة وللأسف أنباء موت وعنف. لقد شعرنا بالألم الشديد إزاء الاعتداءين الإرهابيين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي في النرويج. نصلي من أجل الضحايا ومن أجل الجرحى وعائلاتهم. وأود أن أدعو الجميع مرة جديدة للتخلي عن طريق الحقد والابتعاد عن منطق الشر.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.