2011-06-29 14:58:19

عظة البابا في عيد القديسين بطرس وبولس بالفاتيكان


بعبارة المسيح لتلاميذه: "لا أدعوكم عبيدا بعد اليوم، فقد دعوتكم أحبائي" (يوحنا 15/15)، استهل البابا بندكتس الـ16 عظته خلال قداس مهيب في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان احتفالا بعيد الرسولين بطرس وبولس، ورفع الشكر لله على نعمه الغزيرة في الذكرى الستين لسيامته الكهنوتية وشقيقه الأكبر غيورغ التي تمت في مدينة فرايزينغ جنوب ألمانيا.

هذا وترأس البابا القداس الاحتفالي الذي منح خلاله درع التثبيت (بالّيوم) لواحد وأربعين رئيس أساقفة وشارك فيه بعثة من أساقفة بطريركية القسطنطينية المسكونية برئاسة المطران عمانوئيل متروبوليت فرنسا، وعدد من ممثلي الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

قال البابا إن في عبارة "لستم عبيدا بعد اليوم بل أحباء وأصدقاء" يتلخص برنامج حياة كهنوتية، فسطر أن الصداقة هي رغبة الأشياء نفسها وعدم الرغبة في الأشياء نفسها، كما يقول القدامى، وأنها شركة في التفكير والإرادة والرغبة في الله ومعه.

إن كلام يسوع حول الصداقة، تابع البابا، نجده أيضا في حديثه عن الكرمة التي ربطها بالرسالة المعطاة للتلاميذ: "وأقمتكم لتنطلقوا فتثمروا ويبقى ثمركم" (يو 15/16). فالمهمة الأولى للتلاميذ والأصدقاء هي السير والمضي في المسير وفي الخروج من ذواتهم والانفتاح على الآخرين.

وسأل البابا عن نوعية الثمار التي ينتظرها الرب منا، فقال إن الخمر صورة عن الحب وهو الثمر الحقيقي الذي يبقى والذي يريده الله منا: "أحبب الله حبك لنفسك وأحبب قريبك"، كما هو صورة عن العدالة التي تنمو في كرمة حسب شريعة الله.

وحيا بندكتس الـ16 البطريرك المسكوني برتلماوس الأول الذي أوفد بعثة من أساقفته للمشاركة في قداس عيد الرسولين بطرس وبولس كما جرت العادة منذ أيام البابا يوحنا بولس الثاني.

وإلى رؤساء الأساقفة الذين منحهم درع التثبيت، قال البابا إن الباليوم نير المسيح العذب يوضع على أكتافهم، وهو مشابه لصداقته مع تلاميذه ورسله، إنه نيرٌ عذب ومتطلب، نيرُ مشيئة المسيح، مشيئةِ حق ومحبة. والباليوم يذكرهم بأنهم رعاة لقطيع المسيح ولا يجب أن يكون قطيعهم أبدا.

وفي ختام القداس، توجه البابا ومتروبوليت فرنسا عمانوئيل نحو مدفن القديس بطرس الموجود تحت المذبح الكبير وتوقفا للتأمل والصلاة لبعض الوقت. هذا وكان تمثال القديس بطرس البرونزي قد توشح بلباس أحمر وذهبي ووضع في إصبعه خاتم الرعاية، فيما رفعت شبكة صيد كبيرة فوق مدخل البازيليك الفاتيكانية حسب تقليد العيد لأن بطرس كان صياد سمك.








All the contents on this site are copyrighted ©.