2011-06-20 14:23:03

البابا يلتقي الشبيبة في جمهورية سان مارينو: لا حياة من دون البعد الروحي


سطر البابا بندكتس الـ16 أن لقاءه بالشبيبة أمام هذه الكاتدرائية يذكر بلقاءات يسوع العديدة المروية في الإنجيل ومن بينها لقاؤه الشاب الغني الذي سأله عما يفعل ليحصل على الحياة (مرقس 10/17)، فقال إن السؤال قد يُطرح اليوم بشكل مغاير: ماذا عليّ أن أفعل؟ كيف يجب أن أعيش حقا لأجد الحياة؟ وأضاف أن في هذه الأسئلة تكمن الخبرة البشرية الواسعة والمتنوعة التي تنفتح على البحث عن المعنى وعن الحس العميق للحياة.

ففي ساحة كاتدرائية بينّابيلي في جمهورية سان مارينو التي وصلها عند السابعة من مساء الأحد والتي ضاقت بآلاف الشباب من أبرشية سان مارينو مونتي فيلتريه، دعا البابا الشبيبة إلى وعي هذا القلق السليم والإيجابي ولعدم الخوف من طرح الأسئلة الجوهرية حول معنى الحياة وقيمتها ولعدم التوقف عند الأجوبة الجزئية والفورية والسهلة.

رأى البابا أن أحد الأوهام في مسار التاريخ هو التفكير بأن التقدم التقني العلمي كان ليعطي إجابات وحلولا لكل مشاكل البشرية. وقال إن الإنسان، حتى في زمن التطور العلمي والتكنولوجي، يظل كائنا متطلبا بشكل أكثر كائنا منفتحا على حقيقة وجوده الكاملة ولا يمكنه التوقف عند الأمور المادية بل ينفتح على أفق أكثر اتساعا.

لفت البابا إلى أن الخبرة البشرية واقع يشترك فيه كل الناس، فحذر الشبيبة من خطر البقاء أسرى في عالم الأشياء والفوري والنسبي والمنفعي، مذكرا إياهم بأهمية الحفاظ على البعد الروحي في حياتهم من دون التهاون في استعمال العقل والاستفادة من التقدم التقني.

وأردف البابا أن المعطيات العلمية والأدوات التكنولوجية لا يمكنها الحلول مكان عالم الحياة وآفاق المعنى والحرية، أو محلَ ثروة علاقات الصداقة والحب؛ فالله وحده هو مَن يبادر للقاء الإنسان ويعرّفه على سر حبه الكبير.

وحث البابا الشبيبة على ألا يخافوا الحالات الصعبة ولحظات الأزمة ومحن الحياة  لأن الرب يرافقهم ويعضدهم وهو معهم دائما، بل أن ينموا في صداقة مستديمة معه، فيحملوا إلى أوساطهم المتعددة تلك البشرى السارة التي تستطيع تغيير العلاقات والمؤسسات والهيكليات من أجل بناء عالم أفضل، عادل ومتضامن، يحركه السعي إلى الخير العام.








All the contents on this site are copyrighted ©.