البابا في قداس عيد العنصرة: العالم ثمرة فعل حب الله

ترأس البابا بندكتس الـ16 قداسا احتفاليا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة عيد العنصرة أي تذكار حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ في علية أورشليم، شارك فيه آلاف المؤمنين والحجاج، فشدد في عظته على أن العالم هو ثمرة فعل حب الله الذي صنع الأشياء كلها واستحسن كل ما فعل، كما جاء في سفر التكوين.

لفت البابا إلى أن الروح القدس هو الروح الخالق وأن العنصرة هي عيد الخلق، فليس الله الآخرَ الذي لا اسم له والغامض، بل الله يوحي ذاته وله وجه: الله هو العقل والإرادة والحب والجمال. إن الإيمان بالروح الخالق والإيمان بالروح الذي وهبه المسيح القائم من الموت لرسله ويعطيه لكل واحد منا، يتلاصقان من دون فراق.

ورأى بندكتس أن الروح القدس هو خالق وفي الوقت عينه روح يسوع المسيح، والآب والابن والروح القدس هم واحد والله الأوحد. أما الكنيسة فهي جسد المسيح الذي يحييه الروح القدس: الكنيسة منذ اللحظة الأولى هي كاثوليكية جامعة، لأن الروح القدس خلقها وكوّنها من الشعوب أجمعينن وهي تعانق العالم بأسره وتتخطى حدود العرق والطبقة والأمة، وتزيل كل الحواجز وتوحد الناس في الاعتراف بالله الواحد والثالوث.

وأشار البابا إلى عبارة "ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الرب" (يو 20/20)، فقال إنها كلمات بشرية خالصة، إذ إن الصديق البعيد غدا حاضرا مجددا. ولكن العبارة تحمل أكثر من هذا، فالصديق المختفي لم يأتِ من مكان عادي، بل من ظلمة الموت التي عبرها منتصرا. ورأى أن العيش جميل لأنني محبوب ولأن الحقيقة هي التي تحبني. وخلص إلى القول: واليوم في عيد العنصرة، تتوجه هذه العبارة أيضا نحونا، لأنه يمكننا رؤية الرب المسيح بالإيمان الحال بيننا والمظهر لنا يديه وجنبه، فنفرح ونبتهج.