2011-06-11 13:47:25

البابا يستقبل أكثر من ألفي غجري لمناسبة الذكرى السنوية الـ75 لاستشهاد الطوباوي زيفيرينو مالاّ


التقى البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان أكثر من ألفي شخص من الغجر القادمين من عشرين دولة أوروبية، بينهم كثيرون مقيمون في مخيمات الغجر بروما وذلك لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لاستشهاد الطوباوي زيفيرينو غيمينيز مالاّ، وهو غجري إسباني الأصل مات شهيدا في سبيل إيمانه المسيحي.

وجه البابا لضيوفه كلمة أشار فيها إلى أن هؤلاء الغجر قدموا من مختلف أنحاء أوروبا ليشهدوا لإيمانهم بالمسيح ومحبتهم للكنيسة وخليفة بطرس. ثم لفت قداسته إلى اللقاء الذي جمع السعيد الذكر البابا بولس السادس بالغجر في العام 1965 حين أكد لهم أنهم لا يعيشون على هامش الكنيسة بل في صميم قلبها.

أكد البابا بندكتس السادس عشر أن رسالة الخلاص بلغت الغجر أيضا وتجاوبا معها بإيمان ورجاء فأغنوا الجماعة الكنسية بالعديد من العلمانيين والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، خاصا بالذكر الطوباوي زيفيرينو غيمينيز مالاّ الذي يُحتفل هذا العام أيضا بالذكرى السنوية الخمسين بعد المائة لولادته. ولفت إلى أن هذا الطوباوي ظل أمينا لتاريخ وهوية عرقه. وسقط شهيدا في سبيل إيمانه المسيحي وأطلق عليه اسم "شهيد السبحة الوردية"، التي كان يحملها دائما في جيبه وكانت سبب اعتقاله واستشهاده. وأكد البابا لضيوفه أن هذا الطوباوي يحثهم اليوم على الاقتداء بمثله ويدلهم على الطريق الواجب اتباعها المتمثلة بالصلاة، محبة الإفخارستيا وباقي الأسرار، العيش وفقا لوصايا الله، المحبة تجاه القريب خصوصا حيال الفقراء والمهمشين.

تابع بندكتس السادس عشر كلمته متطرقا إلى تاريخ الغجر في أوروبا الذي لم يحصلوا قط على وطن وأرض يقيمون فيها ضمن حدود معترف بها دوليا فجلعوا من القارة الأوروبية وطنهم وبيتهم. لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى الصعوبات التي تسود العلاقات بين الغجر وأبناء المجتمعات التي يقيمون فيها، مشيرا إلى الاضطهاد ومشاعر العدائية التي بلغت أوجها في الحرب العالمية الثانية حيث قضى آلاف الرجال والنساء والأطفال في مخيمات الإبادة النازية. وأكد الأب الأقدس ضرورة ألا ينسى "الضمير الأوروبي" هذه الآلام كلها، ودعا في الوقت نفسه الغجر إلى البحث دوما عن العدالة والشرعية والمصالحة وحثهم على ألا يكونوا أبدا سببا لمعاناة الآخرين.

وتطرق الحبر الأعظم إلى الثقافة الغجرية التي أغنت الثقافة الأوروبية، شأن الفنون والموسيقى والغناء، مؤكدا أن الكنيسة تسير دائما إلى جانب الغجر وتشجعهم على العيش وفقا لتعاليم الإنجيل المقدس والبحث عن مستقبل أفضل. وشجع ضيوفه أيضا على الإسهام في كتابة فصل جديد من التاريخ الأوروبي من خلال العمل الجاد على الاندماج في المجتمع بشكل يعود بالفائدة على الغجر وأخوتهم في المواطنة.








All the contents on this site are copyrighted ©.