2011-06-05 12:54:26

الزيارة الرسولية إلى كرواتيا. لقاء البابا مع الشباب: السعادة الحقيقية في محبة الله


مساء السبت التقى بندكتس السادس عشر شباب كرواتيا في أمسية صلاة في ساحة بانو يوزيب يلاشيتش في زغرب ووجه كلمة استهلها مذكرا بدعوة القديس بولس الرسول في رسالته لأهل فيلبي "لنفرح دائما في الرب"، ومشيرا إلى أن الشباب زمن الآفاق الكبيرة والمشاعر المعاشة بعمق، وهو أيضا زمن المخاوف فيما يتعلق بالخيارات والمصاعب في الدراسة والعمل والتساؤلات حول سر الألم والمعاناة. وأضاف قائلا: إن يسوع يبحث عنكم قبل أن تبحثوا عنه. دعوه يمسك بيدكم واجعلوه صديقا ورفيقا دائما في مسيرتكم وثقوا به لأنه لا يخيّب ظنكم أبدا، فهو يعرّفكم عن قرب على محبة الله الآب ويفهمكم بأن سعادتكم تتحقق في الصداقة والشركة معه وفي المحبة فقط، نختبر حقا معنى الحياة ونفرح بعيشها حتى في ظل المتاعب والمحن وخيبات الأمل والسير أيضا بعكس التيار. وذكّر الأب الأقدس باليوم العالمي للشباب المرتقب في مدريد في آب أغسطس القادم حول موضوع "فتأصلوا في المسيح وتأسسوا عليه واعتمدوا على الإيمان" المأخوذ من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل قولسي، وقال: من خلال النمو في الصداقة مع الرب بواسطة كلمته، الإفخارستيا، والانتماء للكنيسة، وبمساعدة كهنتكم تستطيعون الشهادة أمام الجميع على فرح اللقاء بذاك الذي يرافقكم على الدوام ويدعوكم للعيش في الإيمان والرجاء. وأضاف البابا أن الرب يسوع ليس بمعلم يخيب ظن تلاميذه، ودعا الشباب لئلا تضللهم وعود النجاحات السهلة، وحثهم على عدم الاستسلام لتجربة وضع الثقة المطلقة بالأشياء المادية، وعلى جعل المسيح مرشدا لهم، وقال: في فترة شبابكم، تؤازركم شهادة العديد من تلاميذ الرب، وأشار لعدد كبير من القديسين والقديسات الشباب في الكنيسة، وذكّر بالطوباوي الكرواتي إيفان ميرتز الذي، وخلال سني الحرب العالمية الأولى، وجد نفسه أمام الدمار والموت، ولكنه تخطّى أوقات الشدة والأزمة، وتقوّى إيمانه وقرر تعلّم الليتورجيا، وبدأ رسالته في أوساط الشباب، وقد اكتشف جمال الإيمان الكاثوليكي وفهم أن دعوة حياته عيش الصداقة مع المسيح، وأشار البابا إلى أن حياة هذا الطوباوي الشاب مليئة بعلامات المحبة، وذكّر بأنه توفي في العاشر من أيار مايو 1928 وهو في سن الثانية والثلاثين من العمر، بعد أشهر من المرض، مقدّما حياته من أجل الكنيسة والشباب. وختم بندكتس السادس عشر كلمته لشباب كرواتيا في ساحة بانو يوزيب يلاشيتش في زغرب قائلا إن حياة الطوباوي الشاب إيفان ميرتز بمثابة دعوة لعدم الخوف والاتكال الدائم على الرب، داعيا الجميع للفرح دوما في المسيح!

مساء السبت أيضا، التقى البابا بندكتس السادس عشر في المسرح الوطني الكرواتي في زغرب ممثلي المجتمع المدني، والسلك الدبلوماسي والقادة الدينيين ووجه كلمة قال فيها إن هذا المسرح الرائع مكان رمزي يعبّر عن هويتكم الوطنية والثقافية ليقدّم بعدها تأملا حول موضوع الضمير وأهميته من أجل مجتمع حر وعادل، وقال: إذا تمت إعادة اكتشاف الضمير كمكان للإصغاء للحقيقة والخير، مكان مسؤولية أمام الله وأمام الأخوة في الإنسانية، فهناك أمل للمستقبل. وأضاف الأب الأقدس أن الضمير حجر زاوية لبناء الخير العام، وأشار إلى أن الكنيسة، ومن خلال تنشئة الضمائر، تقدّم للمجتمع إسهامها الشخصي والثمين. إسهام يبدأ في العائلة ويجد قوة هامة في الرعية حيث يتعلم الأطفال والمراهقون ومن ثم الشباب التعمق بالكتب المقدسة ومفهوم الجماعة المرتكزة للعطاء والمحبة التي تشكل القوة الحيوية الأساسية للتنمية الحقيقية لكل شخص، وللبشرية جمعاء. وأشار البابا إلى أن العلمانيين المؤمنين بالمسيح مدعوون لتقديم تنشئتهم مستندين لمبادئ العقيدة الاجتماعية للكنيسة من أجل العدالة الاجتماعية والدفاع عن الحياة والعائلة، ولصالح الحرية الدينية وحرية التربية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.