2011-05-29 17:12:03

الأباتي طنوس نعمة رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية: يصلي من أجل الجنود الإيطاليين العاملين في قوات حفظ السلام الدولية بجنوب لبنان


احتفل رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة اليوم الأحد في كابلة إذاعة الفاتيكان بقداس الأحد السادس من زمن القيامة حسب الطقس السرياني الأنطاكي الماروني بمشاركة كهنة رهبان وخدمته جوقة الإخوة المريميين الدارسين في دير مار أنطونيوس الكبير بروما.

سأل الأباتي نعمة في عظته أن يزرع الله السلام في العالم والشرق الأوسط وفي لبنان وفي الكنائس التي يعاني أبناؤها الاضطهاد والظلم والتهجير. كما خص بالصلاة "الجنود الإيطاليين العاملين في قوات حفظ السلام الدولية بجنوب لبنان الذين أصيبوا منذ يومين إثر تعرضهم لحادث مؤسف ومشجوب كليا".

قال الأباتي طنوس نعمة في عظته:

"في هذا الأحد السادس من زمن القيامة المجيدة، نتأمل معا في هذا النص من الإنجيل حسب القديس لوقا الذي يشدد على أفكار ثلاث" أولا، حضور المسيح بالجسد بين التلاميذ بعد القيامة هو حضور ممجد. فالمسيح القائم من الموت يحمل سمات وعلامات الآلام والصلب في جسده. هذه السمات والعلامات هي البرهان على انتصاره على الألم والموت، وهو بذلك يحقق ما أعلنه النبي أشعيا بقوله: "لقد أخذ عاهاتنا وحمل أوجاعنا" ليشفينا من آلامنا. المسيح بقيامته لم يلغِ وجع الإنسان ومعاناته بالجسد، بل أعطاه أن يعبر بضعفه وآلامه، بمعاناته وموته إلى القيامة والسعادة، ولهذا نحن مدعوون إلى قبول ما يعتري وجودنا من صعاب وآلام علامة الشركة في صليب المسيح لكي نبلغ معه وبواسطته فرح القيامة. إن لم تنطبع في أجسادنا سمات الآلام فلن نبلغ القيامة.

 

ثانيا، جراح المسيح القاءم من الموت، تشفي قلة إيمان التلاميذ وقلة إيماننا. إن النصوص الإنجيليةالتي تعلن حدث قيامة الرب، تشدد على جراح المسيح في ظهوراته لتلاميذه، فتوما لم يؤمن إلا عندما عاين آثار المسامير ووضع إصبعه في جرح جنب يسوع. في هذا النص يدعو يسوع تلاميذه ويدعونا نحن، من خلالهم، إلى رؤية آثار الجراح التي حملها بالصلب في يديه ورجليه، فأعين التلاميذ هي امتداد لأعيننا نحن، وإصبع توما هو إصبع كل منا، ونحن منخلالهم نرى ونلمس جراح المسيح الحي والحاضر اليوم هنا معنا وبيننا إذ يقول لنا: "ما بالكم مضطربين؟.. إني أنا هو". إن الاشتراك بالإفخارستيا هو أيضا نوع من معاينة جراح الرب. أوليس الخبز هو جسد المسيح عينه المتألم والمائت والمنتصر بالقيامة؟ أوليستِ الكأس هي دم كأس دم المسيح المسفوك على الصليب لأجلنا ولأجل خلاصنا؟

ثالثا، إن قيامة المسيح هي دعوة لنا لندرك أنه مهما اعترضنا في هذه الحياة من معاناة ومن آلام أيا كان نوعها ومصدرها، لا ينبغي أن تكون مصدر يأس وقنوط وحزن فينا، بل أن تكون ضمانة لشعورنا بشوق إلى تجلي القيامة في أجسادنا، ذاكرين قول الرسول بولس: "إن آلام هذا الدهر لا توازي بشيء المجدَ المزمع أن يتجلى فينا".

اليوم نصلي  معا ونشترك معا بجسد المسيح ودمه علامة قيامة الرب وحضوره معنا، وهو يقول لنا ما قاله لتلاميذه "السلام لكم!"، فنسأله أن يرسخ فينا الإيمان به، وأن يزرع السلام في عالمنا وفي وطننا وفي الشرق الأوسط وفي كنائسنا التي يعاني أبناؤها الاضطهاد والظلم والتهجير. ونخص بصلاتنا الجنود الإيطاليين العاملين في قوات حفظ السلام الدولية بجنوب لبنان الذين أصيبوا منذ يومين إثر تعرضهم لحادث مؤسف ومشجوب كليّا. ونصلي لكم جميعا مرددين نذاء الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني "لا تخافوا.. شرعوا أبواب قلوبكم للمسيح"، فالمسيح كفيل بشفاء جراحكم، لتكون علامة رجاء وشركة معه في آلامه وقيامته. آمين".








All the contents on this site are copyrighted ©.