كلمة البابا إلى المشاركين في الجمعية العامة لهيئة كاريتاس الدولية

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح الجمعة في الفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة التي تعقدها هيئة كاريتاس الدولية لمناسبة مرور ستين سنة على تأسيسها. أعرب البابا عن ترحيبه الحار بالحاضرين خاصا بالتحية رئيس الهيئة الكاردينال أوسكار رودريغيز مارادياغا. وأضاف أن الهدف الأول من انعقاد الجمعية العامة هو رفع الشكر لله على النعم التي منحها للكنيسة خلال العقود الستة الماضية لافتا إلى أن البابا بيوس الثاني عشر، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية شاء أن يعرب للعالم كله عن تضامن الكنيسة الكاثوليكية مع الأشخاص الذين آلمهم وشردهم النزاع المسلح وحرمهم من كل شيء. وفعل ذلك من خلال إنشاء وكالة تُعني بتنسيق جهود المنظمات الخيرية العدة المنضوية تحت لواء الكنيسة الجامعة في مختلف أنحاء العالم. وسرعان ما بدأت هذه الهيئة تضطلع بدور هام في قلب الجماعة الكنسية من خلال ممارسة أعمال المحبة.

بعدها أكد البابا أن الالتزام في قبول محبة الله وعيشها يمكن الإنسان من العمل على تعزيز وحماية كرامة كل كائن بشري، ولفت إلى أنه سطر في رسالته العامة "الله محبة" ضرورة أن تكون الكنيسة شاهدة للمحبة في عالمنا المعاصر، فبواسطة هذه الشهادة تتمكن الكنيسة ومن خلال أعضائها من الوصول إلى ملايين الأشخاص حول العالم ليشعروا بمحبة الله الذي لا يتخلى عن أي إنسان محتاج.

وشدد البابا على أن الله وحده هو مصدر المحبة التي لا تعرف حدودا بل تصل إلى حد بذل الذات من أجل الآخرين تيمنا بيسوع المسيح الذي مات من أجلنا جميعا. بعدها أشار بندكتس السادس عشر إلى أن هيئة كاريتاس الدولية تختلف عن المنظمات والهيئات الخيرية الأخرى لكونها "كنسية" وتشكل جزءا لا يتجزأ من رسالة الكنيسة. لذا ينبغي أن يقود رعاة الكنيسة نشاط هيئات كاريتاس الوطنية، فيما يقوم الكرسي الرسولي بالإشراف على الهيئة كي يبقى عملها ضمن الأطر التي تحددها تعاليم الكنيسة.

هذا ثم لفت البابا إلى أن الدور الذي تضطلع به كاريتاس على الصعيد الدولي وفر لها ولأعضائها خبرة واسعة النطاق يغذيها الالتزام في الدفاع عن الحياة البشرية في جميع مراحلها. كما أن هيئة كاريتاس ومن خلال نشاطها الخيري تقوم بتعزيز علاقات الشركة بين الكنيسة الجامعة والكنائس المحلية من جهة وبين المؤمنين أنفسهم من جهة ثانية، فضلا عن كونها تعمل على ترسيخ القيم الإنسانية الأساسية.