2011-05-14 16:09:49

86.2 بالمائة لا يؤيدون بقاء القوات الأمريكية في العراق


أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي- الأوروبي ومقره باريس أن خروج قوات الاحتلال الأمريكي أصبح مطلبا عراقيا عاما. ورأى 86.2 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع أنهم لا يؤيدون بقاء القوات الأمريكية في العراق. ورأوا  أن خروج قوات الاحتلال الأمريكي مطلب عراقي عام بعد أن دمرت العراق ومزقت النسيج الاجتماعي للمجتمع العراقي، ولأن وجود القوات الأمريكية في العراق يساهم في زيادة الشرخ الطائفي وفي نهب ثروات العراق. في حين أن 11.8 في المائة يؤيدون بقاء القوات الأمريكية في العراق ولو بشكل رمزي ضمانا لتوازن الإقليمي وللدفع نحو مجتمع مدني في المنطقة العربية. ورأوا أن العراق سيكون البلد الأنموذج حيث تتكامل في أحضانه الهويات بكل أطيافها لتؤسس أمة عراقية ودولة حديثة يطمح العراقيون كلهم للاستظلال بفيئها. ورأى 2 في المائة أن هذا شأن عراقي داخلي والشعب العراقي هو من يقرر ذلك.

وخلص المركز إلى نتيجة مفادها: مع اقتراب موعد رحيل القوات الأمريكية يختلف العراقيون فيما بينهم على هذه المسألة الهامة حيث هناك من يصر على رحيل القوات الأميركية حتى قبل حلول الموعد المنتظر لأنهم يعتبرون أنها كانت السبب في نشوب حروب طائفية ومذهبية داخلية، كما يعتبرون أنها فشلت في استتباب الأمن وإشاعة الديمقراطية، فيما هناك طرف أخر يطالب ببقاء القوات الأمريكية فترة زمنية إضافية من منطلق أن الحكومة العراقية لم تتمكن بعد من بناء قواها الأمنية التي تتيح لها فرض الأمن والاستقرار. وما بين هذا الطرف أو ذاك تتداخل العوامل الإقليمية والدولية لأن الساحة العراقية مشرعة على كل التدخلات، وهذا ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية استغلاله حيث حثت حكومة نوري المالكي على إصدار قرار يسمح ببقاء نحو 25 ألف جندي على الأراضي العراقية ضمن قواعد عسكرية محايدة منعا لاستهدافها من بعض التنظيمات المسلحة.

ورغبة واشنطن ببقاء بعض جنودها في العراق ليس بخلفية التخوف من انفلات الوضع الأمني في العراق بل بخلفية بناء قاعدة عسكرية شبه دائمة في المنطقة أسوة بالقواعد الأمريكية في الكويت وقطر والبحرين لضمان المصالح الأميركية ولحراسة الاستثمارات وعلى وجه الخصوص في القطاع النفطي، إضافة إلى أن وجود قاعدة أمريكية في العراق يعني وجود قوة ولو رمزية قريبة من إيران التي تتخوف واشنطن من أطماعها التوسعية ومن طموحاتها النووية.

وبغض النظر عن الذرائع التي تسوقها واشنطن فإن بقاء قوات أمريكية في العراق يعني أن استقلال هذه البلاد سيبقى منقوصا كما أن سيادتها ستبقى منتهكة حيث لا بديل عن إقدام السلطات العراقية على بسط نفوذها على كامل التراب الوطني وعلى بناء قوى أمنية فاعلة تحفظ الأمن والاستقرار وتنهي أعمال العنف والإرهاب وتقيم الدولة العصرية خارج إطار المحسوبيات وبعيدا عن أي ارتهان إقليمي أو دولي وبما يضمن للمواطنين العيش بسلام ووئام ومساواة في الحقوق والواجبات.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.